للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

زلم وزلم - بضم الزاي، وفتحها -، وهي: السهام. {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا}: اليأس: قطع الرجاء، يقال: (١) يئس الرجل منه ييأس - بالفتح - على القياس، وييئس - بالكسر - على الشذوذ، يأسًا ويئاسة: إذا قنط منه وانقطع رجاؤه، كما قال ابن مالك في لامية الأفعال.

وَجْهَانِ فِيْهِ مِنَ احْسِبْ مَعْ وَغِرْتَ وَحِرْ ... تَ انْعِمْ بَئِسْتَ يَئِسْتَ أَوْلهِ يَبِسْ وَهِلاَ

{فِي مَخْمَصَةٍ}: المخمصة: المجاعة التي تخمص فيها البطون؛ أي: تضمر، والخمص: ضمور البطن، والخلقة منه حسنة في النساء، ومنه يقال: خمصانة، وبطن خميص، ومنه: أخمص القدم، ويستعمل كثيرًا في الجوع. {غَيْرَ مُتَجَانِفٍ}: وفي، المصباح: جنف جنفًا - من باب: تعب - ظلم، وأجنف - بالألف - مثله.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من البلاغة والبيان والبديع:

منها: الاستعارة في قوله: {أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}؛ حيث استعار الإتيان بالشيء غير ناقص - ككيل الطعام - للقيام بموجب تلك العقود مثلًا، الوفاء بالمأمورات: فعلها، والوفاء بالمنهيات: تركها.

ومنها: التشبيه: حيث شبه الإلزام والالتزام الجاريين بين الله وبين العباد بربط حبل بحبل؛ لأنَّ العقود حقيقة في الربوط.

ومنها: الاستعارة في قوله: {لَا تحلوا شعائر الله}: حيث استعار الحل - الذي هو حقيقة في الأجسام - لانتهاك حرماتها، وحيث استعار الإعلام للمتعبدات التي تَعبد الله بها العباد من الحلال والحرام.

ومنها: المقابلة في قوله: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.


(١) مناهل الرجال على اللامية.