للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وفي "الفتوحات" (١) قوله: {وَمَا عَلَّمْتُمْ} في (ما) هذه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنها موصولة بمعنى الذي، والعائد محذوف؛ أي: ما علمتموه، ومحلها الرفع عطفًا على مرفوع ما لم يسم فاعله؛ أي: وأحل لكم صيد أو أخذ ما علمتم، فلا بدّ من تقدير هذا المضاف.

والثاني: أنها شرطية، فمحلها رفع بالابتداء والجواب قوله: {فَكُلُوا} وإنَّما دخلت الفاء لكون الجواب جملة طلبية.

والثالث: أنَّها موصولة أيضًا، ومحلها الرفع بالابتداء، والخبر قوله: {فَكُلُوا} وإنَّما دخلت الفاء تشبيهًا للموصول باسم الشرط وقوله: {مِنَ الْجَوَارِحِ} في محل نصب على الحال، وفي صاحبها وجهان: أحدهما: الموصول، وهو ما، والثاني: أنَّه الهاء العائد على ما الموصولة، وهو في المعنى كالأول، قال الشيخ: وفائدة هذه الحال وإنْ كانت مؤكدة لقوله: {عَلَّمْتُمْ} فكان يستغنى عنها الإشارة إلى أن يكون المعلم ماهرًا في التعليم حاذقًا. اهـ. "سمين".

{مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}.

{مُكَلِّبِينَ}: حال من التاء في علمتم، ومفعولاه محذوفان تقديرهما: مكلبين إياهن الاصطياد؛ أي: معلمين {تُعَلِّمُونَهُنَّ}: فعل وفاعل ومفعول أول {مِمَّا}: جار ومجرور في محل النصب مفعول ثان لتعلمون، ومن فيه تبعيضية {عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}: فعل ومفعول أول وفاعل، والمفعول الثاني محذوف تقديره: علمكم الله إياه، وجملة {عَلَّمَكُمُ}: صلة لما أو صفة لها، والعائد أو الرابط الضمير المحذوف، وجملة {تُعَلِّمُونَهُنَّ}: في محل النصب حال ثانية من فاعل علمتم.

وفي "الفتوحات" قوله: {تُعَلِّمُونَهُنَّ} في هذه الجملة أربعة أوجه (٢):

أحدها: أنَّها جملة مستأنفة.


(١) الجمل.
(٢) الجمل.