المكان إذا دخل فيه، ويقال: غوط البئر إذا حفرها فأبعد قعرها، وتغوط إذا قضى الحاجة، والغائط المطمئن من الأرض وموضع قضاء الحاجة؛ لأن الرجل إذا أراد التبرز كان يرتاد غائطًا من الأرض يغيب فيه عن أعين الناس، والغائط أيضًا العذرة.
{كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ}: جمع قوام مبالغة قائم، والقوام بالشيء هو القائم به حق القيام {شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ}؛ أي: شهداء بالعدل جمع شهيد، ككرماء جمع كريم، وشرفاء، جمع شريف.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من الفصاحة والبلاغة والبيان والبديع:
فمنها: التكرار في قوله: {مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ} وفي قوله: {أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}، وقوله:{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}، وفي لفظ الجلالة في قوله:{وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}، وفي قوله:{وَطَعَامُ الَّذِينَ}، {وَطَعَامُكُمْ}، وفي قوله:{وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ}، ولفظ اليوم في قوله:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، وفي قوله:{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}.
ومنها: عطف الخاص على العام في قوله: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ}؛ أي: صيد ما علمتم، وفائدته: دفع توهم أن مصيد الجارحة ليس من الطيبات.
ومنها: الجناس المماثل في قوله: {مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}، وفي قوله:{عَلَّمْتُمْ} و {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ}.
ومنها: الطباق المعنوي في قوله: {مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ}.
ومنها: التأكيد في قوله: {مُكَلِّبِينَ}؛ لأن مكلبين بمعنى معلمين مؤكد لعلمتم.
ومنها: الاعتراض في قوله: {تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ} قد اعترض بها بين الشرط وجوابه، أو بين المبتدأ والخبر على جعل ما في قوله:{وَمَا عَلَّمْتُمْ} شرطية أو موصولة خبرها {فَكُلُوا}.