للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالإيمان والأعمال، وأن الله لا يحابي أحدًا {وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى {عَلَى كُلِّ شَيْء} أراده {قَدِيرٌ}؛ أي: قادر، ومن دلائل قدرته نصر نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وإعلاء كلمته في الدنيا، وفي ذلك رمز لكم - إن كنتم من ذوي الأحلام - إلى ما يكون له من المنزلة في الدار الآخرة.

فائدة: وقد اختلفوا (١) في مقدار هذه الفترة كم هي؟ فقال أبو عثمان النهدي وقتادة في رواية عنه: كانت ست مئة، ورواه البخاري عن سلمان الفارسي وعن قتادة خمس مئة وستون سنة. وقال معمر عن بعض أصحابه: خمس مئة وأربعون سنة. وقال الضحاك: أربع مئة وبضع وثلاثون سنة. وذكر ابن عساكر في ترجمة عيسى عليه السلام عن الشعبي أنه قال: ومن رفع المسيح إلى هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - تسع مئة وثلاث وثلاثون سنة، والمشهور هو القول الأول وهو أنها ست مئة سنة. ومنهم عن يقول ست مئة وعشرون سنة، ولا منافاة بينهما، فإن القائل الأول أراد ست مئة سنة شمسية، والآخر أراد قمرية. وبين كل مئة سنة شمسية، وبين القمرية نحو من ثلاث سنين. وكانت هذه الفترة بين عيسى بن مريم وبين محمَّد - صلى الله عليه وسلم -، كما ثبت في "صحيح البخاري" عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "أنا أولى الناس بابن مريم لأنه ليس بيني وبينه نبي". وفي هذا رد على من زعم أنه بعث بعد عيسى نبي، يقال له خالد بن سنان. كما حكاه القضاعي وغيره.

وفي هامش "ابن كثير": التحقيق الموافق للحساب الفلكي أن الهجرة النبوية كانت سنة ست مئة واثنين وعشرين لميلاد عيسى. والبعثة كانت قبل الهجرة بعشر سنين، باعتبار التبليغ، فهذا قريب ما اعتمده المؤلف انتهى.

ومدة ما بين موسى وعيسى ألف سنة، لكنها ليست فترة لبعثة كثيرين من الأنبياء بينهما، وكانوا ألف نبي على ما قيل، ويتعبدون بشريعة موسى، كداود وسليمان وزكريا ويحيى، على نبينا وعليهم صلوات الله وسلامه.


(١) ابن كثير.