للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والمقصود من الآية (١): أن الله سبحانه وتعالى بعث محمدًا - صلى الله عليه وسلم - على فترة من الرسل، وطموس عن السبل، وتغير الأديان، وكثرة عبادة الأوثان والنيران والصلبان، فكانت النعمة به أتم النعم، والحاجة إليه أمر عمم، فإن الفساد كان قد عمّ جميع البلاد، والطغيان والجهل قد ظهر في سائر العباد إلا قليلًا من المتمسكين ببقايا من دين الأنبياء الأقدمين من بعض أحبار اليهود وعباد النصارى والصابئين.

الإعراب

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}.

{وَلَقَدْ}: (الواو): استئنافية. {لقد}: اللام موطئة لقسم محذوف. {قد}: حرف تحقيق. {أَخَذَ اللَّهُ}: فعل وفاعل. {مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ}: مفعول به ومضاف إليه، والجملة الفعلية جواب للقسم المحذوف، وجملة القسم المحذوف مستأنفة. {وَبَعَثْنَا}؛ (الواو): عاطفة. {بعثنا}: فعل وفاعل، والجملة معطوفة على الجملة التي قبلها على كونها جواب القسم. {مِنْهُمُ}: جار ومجرور متعلق بـ {بعثنا} أو حال من {اثْنَيْ عَشَرَ} لأنه صفة نكرة قدمت عليها، كما ذكره أبو البقاء. {اثْنَيْ عَشَرَ}: عدد مركب معرب الصدر مبني العجز. {أثني}: مفعول به لـ {بعثنا}: منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بالمثنى، الذي رفعه بالألف ونصبه وجره بالياء، وحذفت النون لشبه الإضافة، أو لشبه التركيب على ما قيل {عَشَر}: جزء المفعول في محل النصب مبني على الفتح لشبهه بالحرف شبهًا معنويًّا، لتضمنه معنى حرف العطف، وإنَّما حرك ليعلم أنَّ له أصلًا في الإعراب، وكانت الحركة فتحة طلبًا للخفة لشبه التركيب لثقله {نَقِيبًا} تمييز منصوب.

{وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي


(١) ابن كثير.