للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{خَائِنَةٍ} فيها ثلاثة أوجه (١):

أحدها: أنها اسم فاعل، والهاء للمبالغة كراوية ونسابة؛ أي: على شخص خائن.

والثاني: أن التاء للتأنيث، وأنث على معنى طائفة، أو نفس أو فعلة خائنة.

والثالث: أنها مصدر كالعافية والعاقبة، ويؤيد هذا الوجه قراءة الأعمش {على خيانة}، وأصل خائنة خاونة فأعلَّ إعلال قائمة اهـ "سمين".

{وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى} وفي "المختار": والنصير الناصر، وجمعه أنصار، كشريف وأشراف، وجمع الناصر نصر كصاحب وصحب. والنصارى: جمع نصران ونصرانة، كالندامى جمع ندمان وندمانة، ولم يستعمل نصران إلا بياء النسب ونصره تنصيرًا جعله نصرانيًّا. وفي الحديث: "فأبواه يهودانه أو ينصرانه" اهـ. وفي "المصباح": ورجل نصارني بفتح النون، وامرأة نصرانية، ويقال: إنه نسبة إلى قرية اسمها نصرى، ولهذا قيل في الواحد نصرى على القياس والنصارى جمعه، مثل مهرى ومهارى، ثم أطلق النصراني على كل من تعبد بهذا الدين. اهـ.

{فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} من (٢) أغراه بكذا؛ أي: ألزمه إياه، وأصله من الغراء بفتح الغين وكسرها، وهو ما يلصق به الورق أو الجلد ولامه واو. والأصل فأغرونا، وإنَّما قلبت الواو ياء لوقوعها رابعة، ومنه قولهم بيت مغروٌّ؛ أي: معمول بالغراء ويقال غرى بالشيء، يغرى غراءً وغرى لصق به، وأغرى فلان زيدًا بعمرو ولعه به، وأغريت الكلب بالصيد أشليته، وقال النضر: أغرى بينهم: هيّج.

وفي "المصباح": غرى بالشيء غرىً - من باب تعب - أولع به من حيث لا يحمله عليه حامل، وأغريته به إغراء فأغري به بالبناء للمفعول، والاسم الغراء الفتح والمد، والغراء مثل كتاب ما يلصق معمول من الجلود، وقد يعمل من السمك والغرا - مثل العصا - لغة فيه، وغروت الجلد أغروه من باب عدا؛ ألصقته


(١) الجمل.
(٢) الفتوحات.