للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالغراء، وقوس مغروةٌ وأغريت بين القوم مثل أفسدت وزنًا، ومعنى: وغروت غروًا - من باب قتل - عجبت ولا غرو؛ أي: لا عجب.

{فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} والملك (١) والمِلك: الضبط. والحفظ والقدرة من قولهم: ملكت على فلان أمره؛ أي: قدرت عليه؛ أي: فمن يقدر؛ أي: يمنع.

{عَلَى فَتْرَةٍ}: والفترة أصلها السكون، يقال: فتر الشيء إذا سكن، وقيل: هي الانقطاع. قاله أبو علي الفأرسي وغيره، ومنه فتر الماء إذا انقطع عما كان عليه من البرد إلى السخونة، وفتر الرجل عن عمله إذا انقطع عما كان عليه من الجد فيه، وامرأة فاترة الطرف؛ أي: منقطعة عن حدة النظر، والمعنى: أنه انقطع الرسل قبل بعثه - صلى الله عليه وسلم - مدةً من الزمان، والهاء (٢) فيه ليست للمرة الواحدة، بل فترة مرادف للفتور.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والبيان والبديع:

فمنها: الالتفات في قوله: {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}. ففيه التفات من الغيبة إلى التكلم، ومقتضى الظاهر أن يقول: وبعث الله، وإنَّما التفت اعتناء بشأنه.

ومنها: المجاز المرسل في {وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا}، بإسناد الفعل إلى الآمر مثل قولهم: بنى الأمير المدينة.

ومنها: إطلاق المشترك وإرادة أحد معانيه في قوله: {وَعَزَّرْتُمُوهُمْ}؛ لأنَّ المراد به هنا: النصر.

ومنها: الجناس المغاير في قوله: {وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا}.


(١) الشوكاني.
(٢) البحر المحيط.