{مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ} والأجل في الأصل (١): الجناية، يقال: أجل عليهم شرًّا؛ أي: جنى عليهم جناية، ثم استعمل في تعليل الجنايات، ثم اتسع فيه فاستعمل في كل سبب.
وعبارة الشوكاني: أي من أجل ذلك القاتل وجريرته، وبسبب معصيته، وقال الزجاج: أي: من جنايته، قال: يقال: أجل الرجل على أهله شرًّا بأجل أجلًا، إذا جنى مثل أخذ يأخذ أخذًا انتهت. والإسراف البعد عن حد الاعتدال مع عدم المبالاة. {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} من حارب من باب فاعل الرباعي يحارب محاربة، والمحاربة من الحرب ضد السلم، والسلم السلامة من الأذى، والضرر والأفة والأمن على النفس والمال، والأصل في معنى كلمة الحرب التعدي وسلب المال، وحربية الرجل: ماله الذي يعيش به، والفساد ضد الصلاح، وكل ما يخرج عن وضعه الذي يكون صالحًا نافعًا .. يقال: إنّه فسد، ومن كان سببًا لفساد شيء يقال إنَّه أفسده، فإزالة الأمن من الأنفس أو الأموال أو الأعراض، ومعارضته تنفيذ الشريعة العادلة كل ذلك .. إفساد في الأرض {أَنْ يُقَتَّلُوا} والتقتيل المبالغة في القتل بكونه حتمًا لا هوادة فيه، ولا عفو من ولي الدم {أَوْ يُصَلَّبُوا} والتصليب المبالغة في الصلب، أو تكرار الصلب، كما قال الشافعي: يصلب بعد القتل ثلاثة أيام؛ بأن يربط على خشبة ونحوها منتصب القامة ممدود اليدين، وربما طعنوا المصلوب ليعجلوا موته {أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ} وتقطيع الأيدي والأرجل من خلاف معناه: إذا قطعت اليد اليمنى تقطع الرجل اليسرى، والعكس بالعكس {أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ} والنفي من الأرض: النقل من البلد أو القطر الذي أفسدوا فيه إلى غيره من بلاد الإِسلام إذا كانوا مسلمين؛ فإن كانوا كفارًا .. جاز نفيهم إلى بعض بلاد الإِسلام، أو بعض بلاد الكفار {لَهُمْ خِزْيٌ} الخزي: الذل والفضيحة، يقال: أخزاه الله، إذا فضحه وأذله {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا}؛ أي: من قبل التمكن من عقابهم. {اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ} اتقاء الله: هو اتقاء سخطه وعقابه