للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بفتحتين نهوجًا إذا وضح واستبان، وأنهج بالألف مثله ونهجته وأنهجته أوضحته يستعملان لازمين ومتعدين. انتهى. {أُمَّةً وَاحِدَةً} الأمة الجماعة المتفقة على دين واحد {وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ}؛ أي: ليختبركم من بلا يبلو بلوى من باب دعا، والابتلاء: الاختبار {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ}؛ أي: ابتدروا وسارعوا إليها، وهو من باب افتعل الخماسي، والسين فيه فاء الكلمة.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والييان:

فمنها: التكرار في قوله: {وَأَنْزَلْنَا}، وفي قوله: {أَنْزَلَ اللَّهُ}، وفي قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}.

ومنها: التنزل من الأعلى إلى الأدنى في الوصف في قوله: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} فإن النبوة أعظم من الإِسلام قطعًا فوصفهم بالإِسلام ليس للتخصيص ولا للتوضيح بل لتنويه شأن الصفة فإن إبراز وصف في معرض مدح العظماء، منبىء عن عظم قدر الوصف لا محالة كما في وصف الأنبياء بالصلاح، ووصف الملائكة بالإيمان عليهم السلام ولذلك قيل: أوصاف الأشراف أشراف الأوصاف.

ومنها: الاختصاص في قوله: {لِلَّذِينَ هَادُوا} فإن اللام لبيان اختصاص الحكم بهم، سواء كان لهم أم عليهم.

ومنها: توسيط المحكوم لهم بين المعطوفين في قوله: {لِلَّذِينَ هَادُوا} إيذانًا بأن الأصل في الحكم بها، وحمل الناس على ما فيها هم النبيون وإنما الربانيون والأحبار خلفاء ونواب عنهم في ذلك.

ومنها: المقابلة في قوله: {أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ} وما بعده.

ومنها: الجناس المماثل في قوله: {فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ}.

ومنها: الاستعارة في قوله: {وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا}.