فلان إذا تبعه، فلو كان التضعيف للتعدية إلى اثنين .. لكان التركيب: وقفيناهم عيسى ابن مريم، فهم مفعول ثانٍ وعيسى مفعول أول ولكنه ضمن معنى جئنا به على آثارهم وأقفائهم فعدي بالباء {مهيمنًا} المهيمن الرقيب وقيل: الغالب المرتفع، وقيل: الحافظ، وقيل: الشاهد، ومن هذا قول حسان بن ثابت رضي الله عنه شاعر النبي - صلى الله عليه وسلم -:
يريد أنَّه شاهد ومصدق لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، واختلفوا فيه، هل هو أصل بنفسه؟؛ أي: إنَّه ليس مبدلًا من شيء، يقال: هيمن يهيمن فهو مهيمن، كبيطر يبيطر فهو مبيطر، وقال المبرد: أصله مؤيمن أبدل من الهمزة هاء كما قيل في أرقت الماء: هرقت، وبه قال الزجاج وأبو علي الفارسي. وقال الجوهري: هو من أمن غيره من الخوف وأصله: أأمن فهو مؤأمن بهمزتين، قلبت الثانية ياء كراهة لاجتماعهما، فصار مؤيمن ثم صيرت الأولى هاء، كما قالوا: هراقه وأراقه، يقال: هيمن على الشيء يهمين، إذا كان له حافظًا، فهو له مهيمن، كذا عن أبي عبيد.
{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا}: في "المصباح": الشرعة بالكسر الدين، والشرع والشريعة ومثله مأخوذ من الشريعة وهي مورد الناس للاستسقاء سميت بذلك لوضوحها وظهورها وجمعها شرائع، وشرع الله لنا كذا يشرعه إذا أظهره وأوضحه، والمشرعة بفتح الميم والراء شريعة لما قال الأزهري: ولا تسميها العرب مشرعة حتى يكون الماء عدا لا انقطاع له كماء الأنهار، ويكون ظاهرًا، أيضًا، ولا يستقى منه برشاء، فإن كان من ماء الأمطار .. فهو الكرع بفتحتين، والناس في هذا الأمر شرع بفتحتين، وتسكن الراء للتخفيف؛ أي: سواء انتهى.
وقوله:{منهاجًا}: في "المختار": النهج بوزن الفلس، والمنهج بوزن المذهب، والمنهاج: الطريق الواضح، ونهج الطريق أبانه، ونهجه أيضًا سلكه، وبابهما قطع، والنهج بفتحتين تتابع النفس وبابه طرب. انتهى. وفي "المصباح": النهج مثل فلس، الطريق الواضح، والمنهج والمنهاج مثله، ونهج الطريق ينهج