للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ثانيه، ويجمع القرد أيضًا على أقراد وقرود وقردة بفتح القاف وكسر الراء، والأنثى قردة بكسر أوله وسكون ثانيه، وتجمع على قرد كقربة على قرب. والقرد حيوان خبيث يضحك ويطرب وسريع الفهم والتعلم، ويعرف عند العامة بالسعدان، والعامة تستعمل القرد بمعنى الشيطان، فتقول: فلان كالقرد، وفي استنكار يا قرد. والخنازير جمع خنزير وهو حيوان معروف {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} بفتحات في عبد بصيغة الماضي ونصب الطاغوت على المفعولية في قراءة غير حمزة من السبعة، وقرأ حمزة بضم باء عبد وإضافته إلى الطاغوت عطفًا على القردة؛ أي: وجعل عبد الطاغوت؛ أي: عبادها، وهو اسم جمع لعبد لا جمع له بل جمعه أعبد، كما قال ابن مالك:

لِفَعَلَ اسْمًا صَحَّ عَيْنًا أَفْعَلُ ... وَلِلرُّبَاعِيِّ اسْمًا أيْضًا يُجْعَلُ

{أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا} شر اسم تفضيل أصله أشرر بوزن أفعل حذفت همزته تخفيفًا لكثرة الاستعمال.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع: منها: الإجمال الذي أريد به التفصيل في قوله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}؛ لأن المعنى: بعض اليهود أولياء بعض، وبعض النصارى أولياء بعض, لأن اليهود ليسوا أولياء النصارى، ولا النصارى أولياء اليهود لما بينهم من المعاداة، وإنَّما أوثر الإجمال تعويلًا على ظهور المراد لوضوح انتفاء الموالاة بين الفريقين رأسًا.

ومنها: التأكيد بقوله: {بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}، لأنها جملة مستأنفة مسوقة لتعليل النهي، ولتأكيد إيجاب الاجتناب المستفاد من النهي.

ومنها: المبالغة في الزجر في قوله: {فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}.

ومنها: الاستعارة في قوله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ} لأن المرض حقيقة فيما يعرض للبدن فيخرجه عن الاعتدال اللائق به، ويوجب الخلل في أفعاله، وقد يؤدي إلى الموت، استعير هنا لما في قلوبهم من الجهل وسوء العقيدة، وعداوة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وغير ذلك من فنون الكفر المؤدية إلى الهلاك الروحاني.