التصريحية التبعية, لأنها جرت في المشتقات بعد جريانها في المصادر، وفي قوله:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}. لأنه استعار البسط للجود، فاشتق من البسط بمعنى الجود، مبسوطتان بمعنى منفقتان.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ}. و {يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} , لأن اليد لما كانت آلة لكل الأعمال لا سيما لدفع المال وإنفاقه وإمساكه .. أسندوا البخل والجود إليها مجازًا، إسنادًا للشيء إلى سببه.
وقال أبو حيان (١): والذي يظهر أن قولهم {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} استعارة عن إمساك الإحسان الصادر عن المقهور، على الإمساك، ولذلك جاؤوا بلفظ مغلولة، ولا يغل إلا المقهور فجاء قوله:{غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ} دعاء بغل الأيدي، فهم في كل بلد مع كل أمة مقهورون مغلوبون لا يستطيع أحد منهم أن يستطيل ولا أن يستعلي، فهي استعارة عن ذلهم وقهرهم، وأن أيديهم لا تنبسط إلى دفع ضرر ينزل بهم.
ومنها: المقابلة في قوله: {غُلَّتْ} فإنَّه في مقابلة ما تضمنه قولهم: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ}. وليست هذه المقابلة بدعا منهم فقد قالوا:{إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} لعائن الله عليهم وعلى سائر الكفرة.
ومنها: الاستعارة في قوله: {وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ} لأنَّ الإلقاء حقيقة في الأجسام، وفي قوله:{كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ}، استعير فيه إيقاد النار الحسية لاختلاط الحرب, لأن الحرب لا نار لها، وإنَّما شبهت بالنار؛ لأنَّها تأكل أهلها كما تأكل النار حطبها، وفي قوله:{أَطْفَأَهَا اللَّهُ}. لأنَّه استعارة لإلقاء الرعب في قلوبهم.
وقال الجمهور: هو استعارة، وإيقاد النار عبارة عن إظهار الحقد والكيد والمكر بالمؤمنين، والاغتيال والقتال، وإطفاؤها صرف الله عنهم ذلك، وتفرق