ومنها: إقامة الظاهر مقام المضمر في قوله: {فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ}؛ إذ الأصل: فقد كذبوا بها؛ أي: بالآية؛ لأن المراد بالحق نفس الآية، وفي قوله:{لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا}؛ لأن فيه إظهارًا في مقام الإضمار شهادة عليهم بالكفر؛ لأن مقتضى السياق أن يقال: لقالوا.
ومنها: المجاز المرسل في قوله: {مِنْ قَرْنٍ}؛ أي: أهل قرن، وفي قوله:{وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا}؛ أي: المطر، عبر عنه بالسماء؛ لأنه ينزل من السماء فهو مجاز.
ومنها: تنكير رسل في قوله: {وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ} للتفخيم والتكثير.
ومنها: الزيادة والحذف في عدة مواضع.
فائدة: ومن الأمور الاتفاقية في القرآن خمس سور منه بدئت بالحمد لله، وخمس منها ختمت به، فالخمس التي بدئت بالحمدلة: سورة الفاتحة: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢)}، وسورة الأنعام:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ}، وسورة الكهف:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ}، وسورة سبأ:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ}، وسورة فاطر:{الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.