والخير (١): ما كان فيه منفعة حاضرة أو مستقبلة، والنفع: اللذة والسرور وما يفضي إليهما أو إلى أحدهما، والشر: ما لا منفعة فيه ألبتة، أو ما كان ضره أكبر من نفعه، قال تعالى:{وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ}.
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} من القهر، والقهر: الغلبة والحمل على الشيء من غير اختيار؛ أي: فالقهر؛ إما أن يراد به الغلبة، أو التذليل، وما هنا من الأول، وكذا قوله:{وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ} ومن الثاني قوله: {فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ (٩)}.
{قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً} وشهادة الشيء حضوره ومشاهدته، والشهادة به: الإخبار به عن علم ومعرفة واعتقاد مبني على المشاهدة بالبصر أو بالعقل والوجدان.
{لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}: مأخوذ من الإنذار، والإنذار: التخويف، واكتفى به عن ذكر البشارة لمناسبته للمقام؛ أي: لأنذركم به يا أهل مكة وسائر من بلغه القرآن، ووصل إليه من الأسود والأحمر، أو لأنذركم به أيها الموجودون ومن سيوجد إلى يوم القيامة مما تشركون به؛ أي: من الأصنام.
{آلِهَةً أُخْرَى}{أُخْرَى} صفة لآلهة، وصفه بالصفة المفردة. ولم يقل: آلهة أُخر بالجمع ليطابق الوصف موصوفه في الجمعية؛ لأن الآلهة مما لا يعقل يعامل جمعه معاملة المؤنثة الواحدة كما سبق، ولما كانت الآلهة حجارةً وخشبًا .. أجريت هذا المجرى.
{الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ} من آتى الرباعي فهو بمعنى: أعطى، فيتعدى إلى مفعولين.
{وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ} قرأ الجمهور بضم الشين من {نَحْشُرُهُمْ}، وأبو هريرة بكسرها، وهما لغتان في المضارع من بابي: ضرب وقتل.