ومنها: التتميم في قوله: {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ}؛ لأنه إنما ذكر لمجرد تتميم الفائدة وتأكيدها، وإلا فالكلام قد تمَّ بدونه.
ومنها: ما يسميه أهل البديع ردَّ الصدر على العجز في قوله: {مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ} كقولهم عادات السادات، سادات العادات.
وقال الزمخشري (١) بعد كلام قدمه في معنى التفسير: فإن قلت: أما كفى قوله: {مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} حتى ضم إليه قوله: {وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ}؟
قلت: قد جعلت الجملتان بمنزلة جملة واحدة، ومؤداهما واحد، وهو المعنى بقوله:{وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}، ولا يستقبل بهذا المعنى إلا الجملتان جميعًا، كأنه قيل: لا يؤاخذ كل واحد لا أنت ولا هم بحساب صاحبه. انتهى.
ومنها: التشبيه في قوله: {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ}، وفي قوله:{وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ}.
ومنها: التأكيد في قوله: {وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}؛ لأنها مؤكدة لقوله:{قَدْ ضَلَلْتُ} واختار في التأكيد بالإسمية لتدل على الدوام والاستمرار.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ} إشعارًا بوصفهم بالظلم، وحق الكلام أن يقال: والله أعلم بكم.