للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالغ النهاية في شدة الحرارة، يستردد ويتجرجر في بطونهم، وتتقطع به أمعائهم {وَعَذَابٌ أَلِيمٌ}؛ أي: شديد الألم بنار تشتعل بأبدانهم {بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ}؛ أي: بسبب كفرهم المستمر في الدنيا الذي ظلوا عليه طول حياتهم حتى صرفوا عما جعل وسيلة للنجاة لو اتبعوه، وهذه الجملة تأكيد وتفصيل لقوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا}.

والخلاصة (١): أن رسوخهم في الكفر أفسد فطرتهم حتى لم يبق فيهم استعداد للحق والخير. وفي ذلك عبرة لمن يفقه القرآن، ولا يغتر بلقب الإِسلام، ويعلم أنَّ المسلم من اتخذ القرآن إمامه، وسنة الرسول طريقه، لا من اغتر بالأماني والأوهام، ولا من ركن إلى شفاعة الشافعين والأولياء والناصرين.

الإعراب

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ}.

{وَعِنْدَهُ} {الواو}: استئنافية. {وَعِنْدَهُ}: ظرف ومضاف إليه خبر مقدم. {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}: مبتدأ مؤخر ومضاف إليه، والجملة الإسمية مستأنفة. {لَا}: نافية. {يَعْلَمُهَا}: فعل ومفعول. {إِلَّا}: أداة استثناء مفرغ. {هُوَ}: ضمير للمفرد المنزه عن الذكورة والأنوثة في محل الرفع فاعل، والجملة الفعلية في محل النصب حال من {مَفَاتِحُ الْغَيْبِ}، والعامل فيها الاستقرار الذي تضمنه الظرف؛ لوقوعه خبرًا. {وَيَعْلَمُ} {الواو}: عاطفة. {يَعْلَمُ}: فعل مضارع، وفاعله ضمير يعود على الله. {مَا}: موصولة أو موصوفة، في محل النصب مفعول به، والجملة الفعلية معطوفة على الجملة الإسمية التي قبلها، مسوقة لبيان تعلق علمه تعالى بالمشاهدات إثر بيان تعلقه بالمغيبات {فِي الْبَرِّ}: جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما. {وَالْبَحْرِ}: عطف على البر.

{وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ


(١) المراغي.