للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رَأَيْتُ الْوَلِيْدَ بْنَ الْيَزِيْدِ مُبَارَكًا ... شَدِيْدًا بِأَعْبَاءِ الْخِلاَفَةِ كَاهِلُهْ

ولزمت فيه كما لزمت في الآية، وقيل: الألف واللام فيه للتعريف، كأنه قدر تنكيره.

والثاني: أنه اسم أعجمي لا اشتقاق له، وأما قراءة الأخوين، فأصله: ليسع كضيغم وصيرف، وهو اسم أعجمي، ودخول الألف واللام فيه على الوجهين المتقدمين، واختار أبو عبيد قراءة التخفيف، فقال: سمعنا اسم هذا النبي في جميع الأحاديث اليسع، ولم يسمّه أحد منهم الليسع، وهذا لا حجة فيه؛ لأنه روي اللفظ بأحد لغتيه، وإنما آثر الرواة هذه اللفظة لخفتها, لا لعدم صحة الأخرى. وقال الفراء: قراءة التشديد أشبه بأسماء العجم. وقد تقدم أن في نون يونس ثلاث لغات، وكذلك في سين يوسف اهـ "سمين".

{وَاجْتَبَيْنَاهُمْ} والاجتباء: الاصطفاء أو التخليص أو الاختيار، مشتق من جبيت الماء في الحوض: جمعته فيه، فالاجتباء ضم الذي تجتبيه إلى خاصيتك.

{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} بها السكت، وهي حرف يجتلب للاستراحة عند الوقف، فثبوتها وقفًا لا إشكال فيه، وأما ثبوتها وصلًا فإجراء ومعاملة له مجرى الوقف، كما قال في "الخلاصة":

وَقِفْ بِهَا الْسَّكْتِ عَلَى الْفِعْلِ الْمُعَلّ ... بِحَذْفِ آخِرٍ كَأَعْطِ مَنْ سَأَلْ

ثم قال:

وَرُبَّمَا أُعْطِيَ لَفْظُ الْوَصْلِ مَا ... لِلْوَقْفِ نَثْرًا وَفَشَا مُنْتَظِمَا

والاقتداء: طلب موافقة الغير في فعله، فمعنى فبهداهم اقتداه؛ أي: ائتم بهم في التوحيد والصبر، دون الفروع المختلفة باختلاف الشرائع، ودون المنسوخة، فإنها بعد النسخ لا تتبع، ويقال: اقتدى به إذا اتبعه وجعله قدوة له؛ أي: متبعًا.

{إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى} هو مصدر ذكر يذكر ذكرى على وزن فعلى بكسر الفاء،