أحدهما: أن {بين} اسم غير ظرف، وإنما معناها الوصل؛ أي: لقد تقطع وصلكم.
الثاني: أن هذا كلام محمول على معناه؛ إذ المعنى: لقد تفرق جمعكم وتشتت، وهذا لا يصلح أن يكون تفسير إعراب انتهت مع بعض تصرف.
وقال الزجاج: والرفع أجود، والمعنى لقد تقطع وصلكم.
{وَضَلَّ}{الواو}: عاطفة. {ضَلَّ}: فعل ماض. {عَنْكُمْ}: متعلق به. {مَا}: موصولة أو موصوفة، في محل الرفع فاعل {ضَلَّ}، والجملة الفعلية معطوفة على جملة {تَقَطَّعَ} على كونها جوابًا لقسم محذوف. {كُنْتُمْ}: فعل ناقص واسمه. {تَزْعُمُونَ}: فعل وفاعل، ومفعولا {تَزْعُمُونَ} محذوفان، التقدير: تزعمونهم شفعاء، حذفا للدلالة عليهما، كما قال الشاعر:
تَرَى حُبَّهُمْ عَارًا عَلَيَّ وَتَحْسَبِ
أي: وتحسبه عارًا، وجملة {تَزْعُمُونَ} خبر {كان} صلة لـ {ما} أو صفة لها، والعائد أو الرابط الضمير المحذوف من {تَزْعُمُونَ}. والله أعلم.
التصريف ومفردات اللغة
قوله:{وَالْيَسَعَ} وتقدم لك أن الجمهور قرؤوا: {الْيَسَعَ} بلام واحدة ساكنة وفتح الياء، وقرأ حمزة والكسائي:{الليسع} بلام مشددة وياء ساكنة بعدها، فقراءة الجمهور فيها تأويلان:
أحدهما: أنه منقول من فعل مضارع، والأصل: يوسع بكسر السين، ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة، ثم فتحت السين بعد حذف الواو؛ لأجل حرف الحلق وهو العين، مثل: يهب ويقع ويدع ويلغ، ثم سمى به مجردًا عن الضمير، وزيدت فيه الألف واللام شذوذًا كاليزيد في قوله: