للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أسباب النزول

قوله تعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه (١) عبد الرزاق قال: أنبأنا معمر عن قتادة قال: كان المسلمون يسبون أصنام الكفار، فيسب الكفار الله، فأنزل الله سبحانه وتعالى: {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ...} الآية.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما (٢): لما نزلت {إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ} .. قال المشركون: يا محمد، لتنتهين عن سب آلهتنا، أو لنهجون ربك، فنهاهم الله أن يسبوا أوثانهم، فيسبوا الله عدوًا بغير علم.

وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال: لما حضر أبا طالب الموت .. قالت قريش: انطلقوا، فلندخلن على هذا الرجل، فلنأمرنه أن ينهى عنا ابن أخيه، فإنا نستحيي أن نقتله بعد موته، فتقول العرب: كان يمنعه ويحميه، فلما مات قتلوه، فانطلق أبو سفيان، وأبو جهل، والنضر بن الحارث، وأمية وأبي ابنا خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمرو بن العاص، والأسود بن البختري، وبعثوا رجلًا منهم يقال له المطلب، فقالوا: استأذن لنا على أبي طالب، فأتى أبا طالب فقال: هؤلاء مشيخة قومك، يريدون الدخول عليك، فأذن لهم فدخلوا، فقالوا: يا أبا طالب، أنت كبيرنا وسيدنا، وإن محمدًا قد آذانا وآذى الهتنا، فنحب أن تدعوه فتنهاه عن ذكر آلهتنا, ولندعه وإلهه، فدعا النبي - صلى الله عليه وسلم - فجاءه، فقال له: هؤلاء قومك وبنو عمك، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما يريدون"؟ قالوا: نريد أن تدعنا وآلهتنا، وندعك وإلهك، قال أبو طالب: قد أنصفك قومك فاقبل منهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أرأيتم لو أعطيتكم هذا، هل أنتم معطي كلمة إن تكلمتم بها .. ملكتم بها العرب، ودانت لكم بها العجم، وأدت لكم الخراج؟ قال أبو جهل: وأبيك: لنعطينكها وعشر أمثالها، فما هي؟ قال: قولوا: لا إله إلا الله، فأبوا واشمأزوا، قال أبو طالب: قل غيرها، فإن قومك قد فزعوا منها، قال: "يا عم


(١) لباب النقول.
(٢) الخازن.