للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونقيضه: الصلاح. والفساد في الأرض: تهييج الحروب وإثارة الفتن، والإخلال بمعايش الناس. {أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ} ألا: حرف تنبيه واستفتاح، وليست مركبة من همزة الاستفهام ولا النافية، بل هي بسيطة، ولكنها لفظ مشترك بين التنبيه والاستفتاح، فتدخل على الجملة اسمية كانت أو فعلية وبين العرض والتحضيض، فتختصّ بالأفعال لفظا أو تقديرا. اه. «سمين». {الْمُفْسِدُونَ} فيه حذف همزة أفعل من اسم الفاعل، كما تقدم في {الْمُفْلِحُونَ} {كَما آمَنَ السُّفَهاءُ} جمع سفيه، وهو المنسوب إلى السفه، والسفه: خفّة رأي، وسخافة يقتضيها نقصان العقل، ومقابله الحلم، يقال: سفه بكسر الفاء وضمّها.

{وَإِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا} من اللقاء، وهو المصادفة، يقال: لقيته ولاقيته، إذا صادفته واستقبلته، ومنه: ألقيته إذا طرحته، فإنّك بطرحه جعلته بحيث يلقى. اه. «بيضاوي». وأصل لقوا: لقيوا بوزن شربوا، استثقلت الضمة على الياء، ثمّ نقلت إلى ما قبلها بعد سلب حركته، فالتقى ساكنان، وهما الياء وواو الجماعة، ثمّ حذفت الياء لالتقاء الساكنين، ثمّ ضمّت القاف؛ لمناسبة الواو، فصار لقوا بوزن فعوا بعد أن كان على وزن فعلوا.

{وَإِذا خَلَوْا} أصله: خلووا بوزن نصروا، تحركت الواو الأولى التي هي لام الكلمة وانفتح ما قبلها، فقلبت ألفا فالتقى ساكنان وهما الألف وواو الضمير، ثمّ حذفت الألف؛ لبقاء دالّها وهو فتحة اللام، فصار خلوا بوزن فعوا.

{إِلى شَياطِينِهِمْ} جمع شيطان، نحو: غرانين في جمع غرنان، حكاه الفراء.

والشيطان فيعال عند البصريّين، فنونه أصلية من شطن؛ إذا بعد، واسم الفاعل شاطن، قال أميّة:

أيّما شاطن عصاه عكاه ... ثمّ يلقى في السّجن، والأكبال

وعند الكوفيّين وزنه فعلان، فنونه زائدة من شاط يشيط؛ إذا هلك، قال الشاعر:

قد تظفر العير في مكنون قائلة ... وقد تشيط على أرماحنا البطل