ومنها: تعريف السماء في قوله: {أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ}؛ للإيذان بأنّ انبعاث الصيّب ليس من أفق واحد، فإنّ كلّ أفق من آفاقها سماء على حدة، والمعنى: أنّه نازل من غمام مطبق، آخذ بآفاق السماء كلها.
ومنها: التعبير بالأصابع دون الأنامل في قوله: {يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ} إشارة إلى أنّهم لشدّة حيرتهم ودهشتهم، يدخلون أصابعهم كلّها في إذانهم لا أناملهم فقط، كما هو المعتاد.
ومنها: الإظهار في موضع الإضمار في قوله: {وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ} حيث لم يقل: والله محيط بهم بالضمير الراجع إلى أصحاب الصيّب، إيذانا. بأنّ ما دهمهم من الأمور الهائلة المحكيّة بسبب كفرهم.
ومنها: إيثار المشي في قوله: {مَشَوْا فِيهِ} على ما فوقه من السّعي والعدو؛ للإشعار بعدم استطاعتهم لهما لكمال دهشتهم وحيرتهم.
ومنها: الزيادة والحذف في عدّة مواضع.
فائدة: والحاصل: أنّ الله وصف المنافقين في هذه الآيات، بثمان صفات كلّها قبيحة شنيعة تدلّ على رسوخهم في الضلال، وهي: الكذب، والخداع، والسفه، والاستهزاء، والإفساد في الأرض، والجهل والضلال، والمرض.