للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

يروى عن ابن مسعود أنه قال: التوبة معروضة على ابن آدم، إن شاء قبلها ما لم تخرج إحدى ثلاث: الدابة، أو طلوع الشمس من مغربها، أو يأجوج ومأجوج.

ويروى عن عائشة قالت: إذا خرج أول الآيات .. طرحت التوبة، وحبست الحفظة، وشهدت الأجساد على الأعمال.

ويروى عن أبي هريرة في قوله تعالى: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ} قال: هي مجموع الآيات الثلاث: طلوع الشمس من مغربها، والدجال، ودابة الأرض. وأصح الأقوال في ذلك ما تظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه طلوع الشمس من مغربها.

قال الضحاك (١): من أدركه بعض الآيات وهو على عمل صالح مع إيمانه .. قبل الله منه العمل الصالح بعد نزول الآية كما قبل من قبل ذلك، فأما من آمن من شرك، أو تاب من معصية عند ظهور هذه الآية .. فلا يقبل منه؛ لأنها حالة اضطرار كما لو أرسل الله عذابا على أمة .. فآمنوا وصدقوا، فإنهم لا ينفعهم إيمانهم ذلك؛ لمعاينتهم الأهوال والشدائد التي تضطرهم إلى الإيمان والتوبة.

وفي كتاب «الإشاعة في أشراط الساعة» ما نصه (٢): ومن الأشراط العظام طلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض، وهذان أيهما سبق الآخر ..

فالآخر على أثره، فإن طلعت الشمس قبل .. خرجت الدابة ضحى يومها أو قريبا من ذلك. وإن خرجت الدابة قبل طلعت الشمس من الغد.

وروى أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «صبيحة تطلع الشمس من مغربها يصير في هذه الأمة قردة وخنازير، وتطوى الدواوين، وتجف الأقلام، لا يزاد في حسنة، ولا ينقص من سيئة، ولا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْرًا».


(١) الخازن.
(٢) الفتوحات.