للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ذهب مكللان بالدر والجواهر، ما بين المصراع إلى المصراع مسيرة أربعين عاما للراكب المسرع، فذلك الباب مفتوح منذ خلقه الله تعالى إلى صبيحة تلك الليلة عند طلوع الشمس والقمر من مغاربهما، ولم يتب عبد من عباد الله توبة نصوحا من لدن آدم إلى ذلك اليوم إلا ولجت تلك التوبة في ذلك الباب».

قال أبي بن كعب رضي الله عنه يا رسول الله، فكيف بالشمس والقمر بعد ذلك، وكيف بالناس والدنيا؟ فقال: «لا يا أبي، إن الشمس والقمر يكسيان بعد ذلك ضوء النار، ثم يطلعان على الناس ويغربان كما كانا قبل ذلك، وأما الناس بعد ذلك فيلحون على الدنيا ويعمرونها، ويجرون فيها الأنهار، ويغرسون فيها الأشجار، ويبنون فيها البنيان، ثم تمكث الدنيا بعد طلوع الشمس من مغربها مئة وعشرين سنة، السنة منها بقدر شهر، والشهر بقدر جمعة، والجمعة بقدر يوم، واليوم بقدر ساعة».

وروى أبو نعيم عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: لا تقوم الساعة حتى تعبد العرب ما كان يعبد آباؤها عشرين ومئة عام بعد نزول عيسى ابن مريم وبعد الدجال اه.

ويستمتع المؤمنون بعد ذلك أربعين سنة لا يتمنون شيئا إلا أعطوه حتى تتم أربعون سنة بعد الدابة، ثم يعود الموت فيهم، ويسرع فلا يبقى مؤمن، ويبقى الكفار يتهارجون في الطرق كالبهائم حتى ينكح الرجل المرأة في وسط الطريق يقوم واحد عنها وينزل واحد، وأفضلهم من يقول: لو تنحيت عن الطريق .. لكان أحسن، فيكونون على مثل ذلك حتى لا يولد لأحد من نكاح، ثم يعقم الله النساء ثلاثين سنة، ويكون كلهم أولاد زنا، شرار الخلق عليهم تقوم الساعة.

وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: إذا طلعت الشمس من مغربها .. خر إبليس ساجدا ينادي ويجهر: إلهي مرني أسجد لمن شئت، فتجتمع إليه زبانيته، فيقولون: يا سيدنا ما هذا التضرع!؟

فيقول: إنما سألت ربي أن ينظرني إلى الوقت المعلوم، وهذا هو الوقت المعلوم انتهى.