تَمامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ تماما اسم مصدر لأتم الرباعي، أو مصدر له على حذف الزوائد؛ أي: إتماما لنعمتنا على الذي أحسن العمل بما في ذلك الكتاب بالقيام به.
{وَصَدَفَ عَنْها} صدف هنا لازم بمعنى أعرض عنها، ويحتمل كونه متعديا. ولذا قال أبو السعود:{وَصَدَفَ}؛ أي: صرف الناس عنها. وفي «القاموس»: وصدف عنه يصدف - من باب ضرب - أعرض، وصدف فلانا صرفه كأصدفه اه. وفي «المختار»: صدف عنه أعرض - وبابه ضرب وجلس - وأصدفه عن كذا: أماله عنه اه.
{فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها} والأمثال جمع مثل، وهو مذكر، فكان قياسه عشرة بالتاء على القاعدة المشهورة عندهم: إن المعدود إذا كان مذكرا تؤنث الآحاد من أسماء العدد، وبالعكس؛ لأنها تجري على خلاف القياس مطلقا ركبت أم لا، إلا لفظ العشرة في حالة التركيب كما قال ابن مالك في «الخلاصة»:
ثلاثة بالتّاء قل للعشره ... في عدّ ما آحاده مذكّره
فالجواب: إن الكلام على حذف موصوف تقديره: عشر حسنات أمثالها، فالحسنات مؤنث، فناسب تذكير العدد.
وفي «السمين» إنما ذكر اسم العدد هنا مع أن المعدود مذكر لأوجه:
منها: أن الإضافة لها تأثير، فاكتسب المذكر من المؤنث التأنيث، فأعطي حكم المؤنث في سقوط التاء من عدده، ولذلك يؤنث فعله حالة إضافته لمؤنث نحو:{يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ}.
ومنها: أن هذا المذكر عبارة عن مؤنث فروعي المراد منه دون اللفظ.
ومنها: أنه روعي الموصوف المحذوف، والتقدير: فله عشر حسنات أمثالها، ثم حذف الموصوف، وأقيمت صفته مقامه، وترك العدد على حاله، ومثله مررت بثلاثة نسابات، ألحقت التاء في عدد المؤنث مراعاة للموصوف