للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

واستخلافهم في الأرض {وَدَمَّرْنا} والتدمير إدخال الهلاك على السالم والخراب على العامر {وَما كانُوا يَعْرِشُونَ} والعرش رفع المباني والسقائف للنبات والشجر المتسلق، كعرائش العنب ومنه عرش الملك.

{وَجاوَزْنا} وفي «الخازن» يقال: جاز الوادي وجاوزه إذا قطعه وخلفه وراء ظهره اه، وجاز الشيء وجاوزه وتجاوزه بمعنى؛ أي: عداه وانتقل عنه، وجاوز هنا بمعنى جاز، ففاعل بمعنى فعل {يَعْكُفُونَ} والعكوف على الشيء الإقبال عليه وملازمته تعظيما له يقال: عكف يعكف بضم الكاف وكسرها من بابي قعد وضرب.

{مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِيهِ} والتبتر الإهلاك والتدمير، يقال: تبره إذا أهلكه ودمره، والتبار الهلاك، ومنه التبر وهو كسارة الذهب لتهالك الناس عليه، وقيل: التبتير التكسير والتحطيم، ومنه التبر؛ لأنّه كسارة الذهب اه «سمين» {وَباطِلٌ}؛ أي: هالك وزائل لا بقاء له، {أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهًا} يقال بغى وابتغاه إذا طلبه.

البلاغة

وقد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:

فمنها: الجناس المماثل في، قوله: {أَتَذَرُ مُوسى} {وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ}، والجناس المغاير في قوله: {يَطَّيَّرُوا} وفي قوله: {أَلا إِنَّما طائِرُهُمْ}.

ومنها: التكرار في قوله: {وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ} وقوله: {لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ} وقوله: {فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ}.

ومنها: الطباق بين قوله: {سَنُقَتِّلُ أَبْناءَهُمْ} وقوله: {وَنَسْتَحْيِي نِساءَهُمْ} وبين قوله: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنا} وقوله: {وَمِنْ بَعْدِ ما جِئْتَنا} وبين قوله: {أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ} وقوله: {وَيَسْتَخْلِفَكُمْ} وبين قوله: {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ} وقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} وبين قوله: {يُقَتِّلُونَ أَبْناءَكُمْ} وقوله {وَيَسْتَحْيُونَ نِساءَكُمْ}.

ومنها: الإسناد المجازي في قوله: {فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ} وقوله: {وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ} ومنها الوصل في قوله: {وَالْجَرادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفادِعَ وَالدَّمَ}.

ومنها: الاستفهام الإنكاري التعجبي في قوله: {أَتَذَرُ مُوسى}، وفي قوله: {أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِيكُمْ إِلهًا}.