التشديد على عبدة العجل {وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ}؛ أي: في جنتك بمزيد الإنعام بعد غفران ما سلف منا {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ}؛ أي: فأنت أرحم بنا منا على أنفسنا.
وحاصل المعنى: أي قال موسى: رب اغفر لي ما فرط مني من قول وفعل فيهما غلظة وجفاء، واغفر له ما عساه يكون قد قصر فيه من مؤاخذة القوم على ما اجترموه من الآثام، خوفا مما توقعه من الإيذاء الذي قد يصل إلى القتل، {وَأَدْخِلْنا فِي رَحْمَتِكَ} التي وسعت كل شيء، واغمرنا بجودك وفضلك، فأنت أرحم بعبادك من كل رحم، والآية صريحة في براءة هارون من جريمة اتخاذ العجل وفي إنكاره على متخذيه وعابديه من قومه.
{وَواعَدْنا} الواو استئنافية، {واعَدْنا}: فعل وفاعل، {مُوسى}: مفعول أول، {ثَلاثِينَ}: مفعول ثان ولكنه على تقدير مضاف؛ أي: انقضاء ثلاثين أو تمام ثلاثين، {لَيْلَةً}: تمييز لـ {ثَلاثِينَ}. منصوب به، والجملة الفعلية مستأنفة، {وَأَتْمَمْناها}: فعل وفاعل ومفعول، والجملة معطوفة على جملة {واعَدْنا}، بِعَشْرٍ: جار ومجرور، متعلق بـ {أتممنا}، {فَتَمَّ}: الفاء عاطفة تفريعية {تم}: فعل ماض {مِيقاتُ رَبِّهِ}: فاعل ومضاف إليه، {أَرْبَعِينَ}: مفعول به، {لَيْلَةً}: تمييز لـ {أَرْبَعِينَ} منصوب به، وجملة {تم} من الفعل والفاعل معطوفة مفرعة على جملة {أتممنا}.
{وَقالَ مُوسى}: فعل وفاعل، والجملة مستأنفة، {لِأَخِيهِ}: جار ومجرور، متعلق بـ {قالَ}، {هارُونَ}: بدل من {أخيه} بدل كل من كل، أو عطف بيان منه، {اخْلُفْنِي} إلى آخر الآية مقول محكي، وإن شئت قلت:{اخْلُفْنِي}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على {هارُونَ}، والجملة في محل النصب مقول