للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{يَرْهَبُونَ} والرهبة أشد الخوف {وَاخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا} يقال: اختاره من الرجال وانتقاه، إذا اصطفاه من بينهم، اختار (١) افتعل من الخير، وهو التخير والانتقاء، واختار من الأفعال التي تعدت إلى اثنين، أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجر، وهي مقصورة على السماع، وهي اختار واستغفر وأمر وكنى ودعا وزوج وصدق، ثم يحذف حرف الجر ويتعدى إليه الفعل فيقال: اخترت زيدا من الرجال، واخترت زيدا الرجال، قال الشاعر:

اخترتك النّاس إذ رثّت خلائقهم ... واعتلّ من كان يرجى عنده السّول

أي: اخترتك من الناس. {والرَّجْفَةُ} الصاعقة {إِلَّا فِتْنَتُكَ} والفتنة الاختبار والامتحان مطلقا، أو بالأمور الشاقة {أَنْتَ وَلِيُّنا} الولي المتولي أمور غيره القائم عليها {والحسنة} في الدنيا هي العافية وبسطة الرزق، وعز الاستقلال، والملك و {وَفِي الْآخِرَةِ} دخول الجنة، ونيل الرضوان {هُدْنا إِلَيْكَ} من هاد يهود، كقال يقول، إذا تاب ورجع إلى الحق، فهو هائد، وقوم هود، وأصل (٢) الهود: الرجوع برفق، وبه سميت اليهود، وكان اسم مدح قبل نسخ شريعتهم، وبعده صار اسم ذم، وهو لازم لهم.

{النَّبِيَّ} (٣) من النبأ، وهو الخبر المهم العظيم الشأن، وفي لسان الشرع من أوحى الله إليه وأنبأه بما لم يكن يعلم، بكسبه من خبر أو حكم به، يعلم علما ضروريا أنّه من الله عز وجل {والرَّسُولَ} نبي أمره الله تعالى بتبليغ شرع ودعوة دين، وبإقامته والعمل به، ولا يشترط أن يكون كتابا يقرأ وينشر، ولا شرعا جديدا يعمل به ويحكم بين الناس، بل يكون تابعا لشرع غيره كله، كالرسل من بني إسرائيل الذين كانوا يتبعون التوراة عملا وحكما {والْأُمِّيَّ} الذي لا يقرأ ولا يكتب نسبة إلى الأم، وأهل الكتاب يلقبون العرب: بالأميين، كما حكى الله عنهم: {ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا لَيْسَ عَلَيْنا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} {والمعروف} ما تعرف العقول السليمة حسنه لموافقته للفطرة والمصلحة، بحيث لا تستطيع أن ترده أو


(١) البحر المحيط.
(٢) الفتوحات.
(٣) المراغي.