ومنها: التعريض في قوله: {لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ}؛ فإنّ فيه تعريضا بقومه كأنّه قيل: لا لقومك لأنهم غير متقين.
ومنها: الالتفات في قوله: {فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ}؛ فإنّ فيه التفاتا من التكلم إلى الغيبة؛ لأنّ الاسم الظاهر من قبيل الغيبة، لما في الالتفات من البلاغة والنكات المقررة عندهم، كما مر في مبحث التفسير، فحق العبارة أن يقال:
فآمنوا بالله وبي.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {وَالْأَغْلالَ}؛ لأنّ الغل في الأصل حديدة تجمع اليد إلى العنق وتمنعها من المد والتحرك، فشبه التكاليف الشاقة بالغل الذي هو الحديد، بجامع المنع في كل؛ لأنّ التكاليف والتحريمات تمنع من الفعل، كما أن الغل يمنع من الفعل، وقيل: شبهت بالأغلال التي تجمع اليد إلى العنق، فكما أن اليد لا تمتد مع وجود الغل، فكذلك لا تمتد إلى الحرام الذي نهيت عنه، ذكره في «الفتوحات».
ومنها: الاستعارة التصريحية التبعية في قوله: {وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطًا}؛ لأنّه استعار التقطيع للتفريق؛ لأنّ التقطيع حقيقة في فصل الأجسام المتصلة بعضها عن بعض كالحبل، فاشتق منه قطعنا بمعنى فرقنا، على طريقة الاستعارة التصريحية التبعية.