حلوة الطعم، شبيهة بالعسل، وإذا جفت .. كانت كالصمغ {وَالسَّلْوى} طير يشبه السماني - بوزن حبارى - لكنه أكبر منه {كُلُّ أُناسٍ} وأناس اسم جمع، واحده إنسان، وقيل: جمع تكسير له، وفي «المصباح» والإنسان اسم جنس يقع على الذكر والأنثى، والواحد والجمع، والأناس بالضم مشتق من الإنس وقد تحذف همزته تخفيفا على غير قياس فيصير: ناس. اه.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعا من البلاغة، وضروبا من الفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الاستعارة في قوله: {وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ} في هذا الكلام (١) مبالغة وبلاغة من حيث إنّه جعل الغضب الحامل له على ما فعل كالآمر به، والمغري له عليه، حتى عبر عن سكونه بالسكوت اه «بيضاوي». ففي هذه الجملة استعارتان: استعارة بالكناية: حيث شبه الغضب بإنسان ناطق يغرى موسى ويقول له: قل لقومك كذا وكذا، وألق الألواح، وخذ برأس أخيك، ثم يقطع الإغراء ويترك الكلام كما مر، واستعارة تصريحية تبعية: حيث شبه سكون الغضب وخموده بانقطاع كلام المتكلم وسكوته.
ومنها: الطباق بين لفظي {تُضِلُّ} و {تَهْدِي} وبين لفظي: {يُحيِي} ويُمِيتُ وبين لفظي: {الدُّنْيا} و {الْآخِرَةِ}.
ومنها: جناس الاشتقاق بين: {فَاغْفِرْ} و {الْغافِرِينَ}.
ومنها: المقابلة بين قوله: {يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ} وقوله: {وَيَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ} وبين قوله: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ} وقوله: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ} وهي - أعني المقابلة - أن يؤتى بأمرين أو أمور ثم يؤتى بما يقابلها على الترتيب، وهي من المحسنات البديعية.