والجمهور على أنّه ليس بواجب، وقال أبو حنيفة: هو واجب، ولا خلاف في أنّ شرطه شرط الصلاة من طهارة خبث وحدث ونية واستقبال ووقت، إلا ما روى البخاري عن ابن عمر وابن المنكدر عن الشعبي: أنّه يسجد على غير طهارة، وذهب الشافعي وأحمد وإسحاق إلى أنه يكبر ويرفع اليدين، وقال مالك: يكبر لها في الخفض والرفع في الصلاة، وأما في غير الصلاة فاختلف عنه، ويسلم عنها عند الجمهور، وقال جماعة من السلف وإسحاق: لا يسلم ووقتها سائر الأوقات مطلقا؛ لأنّها صلاة بسبب، ذكره أبو حيان في «البحر» وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم:(كان يقرأ القرآن، فيقرأ سورة فيها سجدة فيسجد ونسجد معه، حتى ما يجد بعضنا موضعا لمكان جبهته في غير وقت صلاة) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «إذا قرأ ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي يقول: يا ويلنا أمر ابن آدم بالسجود فسجد فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار» رواه مسلم.
وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول: «عليك بكثرة السجود لله، فإنّك لا تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة» رواه مسلم أيضا.
وفي الآية إرشاد إلى أن الأفضل إخفاء الذّكر، وقد روى أحمد قوله صلى الله عليه وسلّم:«خير الذّكر الخفي».
{هُوَ الَّذِي}: مبتدأ وخبر، والجملة مستأنفة {خَلَقَكُمْ}: فعل ومفعول، وفاعله ضمير يعود على الموصول، والجملة صلة الموصول، {مِنْ نَفْسٍ}: جار ومجرور، متعلق بـ {خلق}، {واحِدَةٍ}: صفة لـ {نَفْسٍ}، {وَجَعَلَ}: فعل ماض، {مِنْها}: متعلق به، وفاعله ضمير يعود على الموصول، {زَوْجَها}: مفعول به