للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

الحارث، فقال العباس: تركتني يا محمَّد أتكفف قريشًا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أين الذهب الذي دفعته إلى أمِّ الفضل وقت خروجك من مكة وقلت لها: لا أدري ما يصيبني، فإن حدث بي حادث .. فهو لك ولعبد الله وعبيد الله والفضل؟ فقال العباس: وما يدريك؟ قال: "أخبرني ربي"، قال: فإني أشهد أنَّك صادقٌ، وأن لا إله إلا الله، وأنك عبده ورسوله، والله لم يطلع عليه أحدٌ إلا الله، ولقد دفعته إليها في سواد الليل، ولقد كنت مرتابًا في أمرك، وأما إذ أخبرتني بذلك .. فلا ريب.

قال العباس: فأبدلني الله خيرًا من ذلك إلى الآن عشرون عبدًا، وإنَّ أدناهم ليضرب في عشرين ألفًا، وأعطاني زمزم، وما أحب أنَّ لي بها جميع أموال مكة، وأنا أنتظر المغفرة من ربي.

قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه (١) ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي عن أبي مالك قال: قال رجل: نورِّث أرحامنا المشركين، فنزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ}.

قوله تعالى: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ ...} الآية، سبب نزولها ما أخرجه ابن جرير عن ابن الزبير قال: كان الرجل يعاقد الرجل، ترثني وأرثك، فنزلت هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ}.

وأخرج ابن سعد من طريق هشام بن عروة عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين الزبير بن العوام وبين كعب بن مالك، قال الزبير: لقد رأيت كعبًا أصابته الجراحة بأُحد، فقلت: لو مات فانقطع عن الدنيا وأهلها .. لورثته، فنزلت هذه الآية: {وَأُولُو الْأَرْحَامِ ...} الآية، فصارت المواريث - بعد - للأرحام والقرابات، وانقطعت تلك المواريث في المؤاخاة.


(١) لباب النقول.