٢ - كفاية الله تعالى رسوله مكر مشركي قريش من مكة حين ائتمارهم على حبسه طيلة حياته أو نفيه في بلده، أو قتله، كما قال سبحانه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (٣٠)}.
٣ - امتناع تعذيب المشركين ما دام الرسول فيهم، كما قال:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ}.
٤ - استغاثة الرسول ربَّه، وإمداده بالملائكة، كما قال: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ (٩)}.
٥ - كراهة مجادلة الرسول فيما يأمر به، ويرغب فيه من أمور الدين ومصالح المسلمين بعد أن تبين لهم أنه الحق، كما قال: {يُجَادِلُونَكَ فِي الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنْظُرُونَ (٦)}.
أمَّا المجادلة والمراجعة في المصالح الحربية والسياسية قبل أن يتبين الحقُّ فيها .. فمحمودةٌ؛ إذ بها تتم المشاورة التي عمل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواطن كثيرة.
٦ - أنَّ من شأن صادق الإيمان أن يتوكل على الله تعالى؛ أي: يكل إليه أموره وحده، فلا يتكل على مخلوق مربوب الخالق مثله، فكلُّ المخلوقات سواءٌ في الخضوع لسننه، ومن شأن المؤمن المتوكل أن يطلب كل شيء من سببه خضوعًا لسننه في نظام خلقه، فإذا جهل الأسباب أو عجز عنها. وكل أمره فيها إلى ربه داعيًا أن يعلمه ما جهل منها، وأن يسخِّر له ما عجز عنه من جمادٍ، أو حيوان، أو إنسان، كما قال:{وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} وبيَّن فائدة ذلك بقوله: {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.