٧ - أنَّ الظلم في الأمم يقتضي عقابها في الدنيا بالضعف والانحلال الذي قد يفضي إلى الزوال أو فقد الاستقلال، وإنَّ هذا العقاب يقع على الأمة بأسرها، لا على مقترفي الظلم وحدهم، كما قال:{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}.
٨ - أنَّ الافتتان بالأموال والأولاد مدعاة لضروب من الفساد، فإنَّ حب المال والولد من الغرائز التي يعرض للناس فيها الإسراف إذا لم تهذب بهدي الدين وحسن التربية والتعليم، كما قال:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.
٩ - أن تقوى الله في الأعمال العامة والخاصة تكسب صاحبها ملكة يفرق بها بين الحق والباطل، والخير والشر، كما قال:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا}.
١٠ - أن تغير أحوال الأمم وتنقلها في الأطوار من نعم إلى نقم، أو بالعكس أثرٌ طبيعي لتغييرها ما بأنفسها من العقائد والأخلاق والآداب {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.
١١ - وجوب إعداد الأمة بكل ما تستطيع من قوة لقتال أعدائها، وذلك يشمل السلاح، وهو يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، وقد كثرت أنواعه من بريٍّ وبحريٍّ وهوائيٍّ، ومرابطة الفرسان في ثغور البلاد؛ لإرهاب الأعداء وإخافتهم من عاقبة التعدي على الأمة ومصالحها، أو على أفرادها {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}.
١٢ - تفضيل السلم على الحرب إذا جنح لها العدو؛ لأنَّ الحرب ضرورةٌ من ضرورات الاجتماع تقدر بقدرها {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ}.
١٣ - المحافظة على الوفاء بالعهد والميثاق في الحرب والسلم، وتحريم الخيانة سرًّا وجهرًا {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ}.