١٤ - وجوب معاملة ناقض العهد بالشدة التي يكونون بها عبرةً ونكالًا لغيرهم تمنعهم من الجرأة والإقدام على العودة لمثل ذلك {فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (٥٧)}.
١٥ - جعل الغاية من القتال الديني حرية الدين ومنع الفتنة فيه، حتى لا يرجع المشركون أحدًا عن دينه {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٣٩)}.
١٦ - إتقاء التنازع والتفرق حال القتال؛ لأنَّه سبب الفشل وذهاب القوة {وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ} وقد جرت على ذلك الدول في العصر الحديث، فإنها تبطل تنازع الأحزاب زمن الحرب، وتكتفي بالشورى العسكرية التي شرعها الإِسلام، وعمل بها النبي - صلى الله عليه وسلم - في غزوة بدر، وفرضت عليه في غزوة أحد {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ}.
١٧ - منع اتخاذ الأسرى ومفاداتهم بالمال في حال الضعف، وجواز ذلك حين الإثخان في الأرض بالقوة والعزة والسيادة، مع ترغيب الأسرى في الإيمان وإنذارهم أن يخونوا المسلمين بعد إطلاقهم بمنٍّ أو فداءٍ.
موضوعات السور المكية والمدنية
واعلم: أن أمهات المسائل التي ذكرت في السور المكية: هي أصول الإيمان من الاعتقاد بوحدانية الله، والتصديق بالوحي والرسالة والبعث والجزاء وقصص الرسل مع أقوامهم، ثم أصول التشريع العامة والآداب والفضائل الثابتة، وجاء في أثناء محاجة المشركين ودعوتهم إلى الإيمان بتلك الأصول، ودحض شبهاتهم، وإبطال ضلالاتهم، والنعي على خرافاتهم.
وأمهات ما جاء في السور المدنية: قواعد التشريع التفصيلية ومحاجة أهل الكتاب، ببيان ما ضلوا فيه من هداية كتبهم ورسلهم، فكثر في سورة البقرة محاجة اليهود، وكثر في سورة آل عمران محاجة النصارى، وكثر في سورة المائدة محاجة الفريقين، وكثر في سورة النساء الأحكام المتعلقة بالمنافقين، وكثر