{وَالَّذِينَ آوَوْا} أصله: أأووا - بهمزتين - أولاهما: همزة أفعل الرباعي، وثانيتهما: فاء الكلمة؛ لأنَّ ثلاثيه أوى بهمزة واحدة، يقال: أوى البيت، أو إلى البيت يأوي أويًا وإواءً نزل فيه، وآواه البيت يؤويه إيواءً: أنزله فيه.
{مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ}: يقرأ بكسر الواو وفتحها، قيل (١): هما لغتان، وقيل: المكسور مصدرٌ؛ تشبيهًا بالعمل والصناعة، كالكتابة والإمارة اهـ. "بيضاوي". يعني: إنَّ فعالة - بالكسر في المصدر - إنما يكون في الصناعات، وما يزول الكتابة والإمارة والزراعة والحراثة والخياطة والولاية .. ليست من هذا القبيل إلا على التشبيه اهـ. زكريا، والمفتوح: معناه الموالاة في الدين، وهي النصرة اهـ. "سمين".
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات ضروبًا من الفصاحة والبلاغة والبيان والبديع:
فمنها: المجاز المرسل في قوله: {حَتَّى يُثْخِنَ}؛ لأنَّ الثخانة حقيقة في الغلظة والصلابة، فاستعمل هنا في لازمه الذي هو القوة.
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {عَرَضَ الدُّنْيَا} شبه منافع الدنيا ولذاتها بالعرض الذي هو من صفات الأجرام وأحوالها، بجامع عدم الثبات والدوام في كلٍّ، فاستعار لها لفظ عرض على طريقة الاستعارة التصريحية.
ومنها: الطباق بين لفظ {الدُّنْيَا} ولفظ {الْآخِرَةَ}.
ومنها: الجناس المغاير بين {خِيَانَتَكَ} و {خَانُوا} في قوله: {وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ}.