للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وأبو جعفر وورش عن نافع والحلواني: {النَّسِيءُ} بتشديد الياء من غير همز، وروي ذلك عن ابن كثير، سهل الهمزة بإبدالها ياءً، وأدغم الياء فيها كما فعلوا من نبيء وخطيئة، فقالوا: نبي وخطية بالإبدال والإدغام، وفي كتاب "اللوامع": قرأ جعفر بن محمَّد والزهري والأشهب: {النسي} بالياء من غير همز، مثل الندي وقرأ السلمي وطلحة والأشهب وشبل {النسء}، بإسكان السين، وقرأ مجاهد: {النُسوء} على وزن فعول، بفتح الفاء، وهو التأخير ورويت هذه عن طلحة والسلمي.

وقوله: {يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا} قرأ ابن مسعود (١) وحفص وحمزة والكسائي {يُضَلُّ} بضم الياء وفتح الضاد مبنيًّا للمجهول، وهو المناسب لقوله: {زين} الآتي، والمعنى أن كبارهم أضلوهم وحملوهم على ذلك النسيء، والتأخير وقرأ باقي السبعة وابن مسعود في رواية عنه والحسن ومجاهد وقتادة وعمرو بن ميمون ويعقوب: بضم الياء وكسر الضاد مبنيًّا للفاعل، والمعنى حينئذ يضل الله بالنسيء والتأخير الذين كفروا، أو يضل به الشيطان الذين كفروا بتزيين ذلك لهم، أو المعنى يضل به رؤساء الذين كفروا تابعيهم، والآخذين بأفعالهم، وهذا المعنى أحسن في تفسير قراءة من قرأ: {يضل} بالبناء للفاعل، كما في "الخازن" ورويت قراءة البناء للفاعل عن الأعمش وأبي رجاء.

وفي "زاد المسير" قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وأبو بكر عن عاصم: {يَضِلُّ} بفتح الياء وكسر الضاد والمعنى: أنهم يكتسبون الضلال به اهـ.

وقرأ أبو رجاء: {يَضَلُّ} بفتحتين من ضللت بكسر اللام، أضل بفتح الضاد، منقولًا فتحها من فتحة اللام، إذ الأصل أضلل، وقرأ النخعي ومحبوبٌ عن الحسن: {نُضِلُّ} بالنون المضمومة وكسر الضاد؛ أي: نضل نحن.

{يُحِلُّونَهُ}؛ أي: يحلون هذا النسيء والتأخير؛ أي: يحلون هذا المؤخر تحريمه {عَامًا}؛ أي: في العام الذي يريدون أن يقاتلوا في المحرم {وَيُحَرِّمُونَهُ}


(١) البحر المحيط.