قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلَا تَفْتِنِّي ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لما قبلها: أنها سيقت لبيان أقوالٍ قالها المنافقون، بعضها قيلت جهرًا، وبعضها أكنوه في أنفسهم، وأعذارٍ سيعتذرون بها غير ما سبق منهم، وشؤونٍ أخرى لهم أكثرها من أنباء الغيب.
قوله تعالى:{قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ...} الآيات، مناسبة هذه الآيات لمّا قبلها: أن الله سبحانه وتعالى لمّا ذكر اعتذار المنافقين بالمعاذير الكاذبة، وتعللاتهم الباطلة في التخلف عن القتال، وذكر ما يجول في نفوسهم من كراهتهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين، وأنهم يتربصون بهم الدوائر .. أردف ذلك ببيان أن نفقاتهم على الجهاد في هذه الحال، طوعًا أو كرهًا، لن يتقبلها الله تعالى، ولا ثواب لهم عليها، لما يبطنونه في صدورهم من الكفر والفسوق عن أمر الله تعالى، فهم إن فعلوا شيئًا من أركان الدين .. فإنما يفعلونه رئاء الناس، وخوفًا على أنفسهم من الفضيحة إذا هم تركوها، وإن أموالهم الكثيرة إنما هي عذاب لهم في الدنيا والآخرة.
قوله تعالى:{وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ ...} الآيتين، مناسبة هاتين الآيتين لما قبلهما: أن الله سبحانه وتعالى لمّا بيَّن أن المنافقين يظهرون غير ما يضمرون، فإذا هم طلبوا الإذن خوف الفتنة كانوا كاذبين، وذكر أنهم يتمنون أن تدور الدوائر على المؤمنين .. أردف ذلك بذكر غلوهم في النفاق، وأنهم لا يتحرجون أن يحلفوا الأيمان الفاجرة لستر نفاقهم خوف الفضيحة، وأنهم يتمنون أن يجدوا أي السبل للبعد عن المؤمنين، فيلجؤوا إليها مسرعين.
قوله تعالى:{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ...} الآيتين، مناسبتهما لما