للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

قوله تعالى: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن أبي حاتم، عن جابر بن عبد الله، قال: جعل المنافقون الذين تخلفوا بالمدينة يخبرون عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبار السوء، يقولون: إن محمدًا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا، فبلغهم تكذيب حديثهم، وعافية النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فساءهم ذلك، فأنزل الله عز وجل: {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ ...} الآية.

قوله تعالى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن جرير عن ابن عباس قال: قال الجدُّ بن قيس: إني إذا رأيت النساء .. لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي. قال: ففيه نزلت هذه الآية {أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} قال: لقوله: أعينك بمالي.

قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه (١) البخاريُّ عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما النبي - صلى الله عليه وسلم - يقسم جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي، فقال: اعدل يا رسول الله، فقال: "ويلك من يعدل إذا لم أعدل" قال عمر بن الخطّاب: دعني أضرب عنقه، قال: "دعه، فإن له أصحابًا، يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميَّة، ينظر في قذذه، فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل، إحدى يديه - أو قال: ثدييه - مثل ثدي المرأة" أو قال: "مثل البضعة تدردر، يخرجون على حين غفلة من الناس" قال أبو سعيد الخدري: أشهد أني سمعت من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأشهد أن عليًّا قتلهم وأنا معه، جيء بالرجل على النعت الذي نعته النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: فنزلت فيهم {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} وروى (٢) ابن جرير عن داود بن أبي عاصم: قال: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بصدقةٍ فقسمها ها هنا وها هنا، حى ذهبت ورأى ذلك رجلٌ من الأنصار فقال: ما هذا بالعدل، فنزلت هذه الآية.


(١) البخاري.
(٢) المراغي.