للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والأولى في بيان ماهية المسكين (١): ما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند البخاري ومسلم وغيرهما، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: "ليس المسكين بهذا الطوَّاف الذي يطوف على الناس فترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان" قالوا: فما المسكين يا رسول الله؟ قال: "الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن له فيتصدق عليه، ولا يسأل الناس شيئًا".

والصنف الثالث: ما ذكره بقوله {و} مصروفةٌ لـ {العاملين عليها}؛ أي: على الصدقات من جابٍ وقاسم وكاتب وحاشر، وهم (٢) السعاة الذين يتولون جباية الصدقات وقبضها من أهلها، ووضعها في جهتها، فيعطون من مال الصدقات بقدر أجور أعمالهم، سواء كانوا فقراء أو أغنياء، هذا قول ابن عمر، وبه قال الشافعي وقال مجاهد والضحاك: يعطون الثمن من الصدقات، وظاهر اللفظ مع مجاهد إلا أنَّ الشافعي، يقول: هو أجرة عمل، تتقدر بقدر العمل، والصحيح أن الهاشمي والمطلبيَّ لا يجوز أن يكون عاملًا على الصدقات، لما روي عن أبي رافع أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمل رجلًا من بني مخزوم على الصدقات، فأراد أبو رافع أن يتبعه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تحل لنا الصدقة، وإن مولى القوم منهم". أخرجه الترمذي والنسائي.

والصنف الرابع: ما ذكره بقوله {و} مصروفةً لـ {المؤلفة قلوبهم} أي: ومصروفةٌ لأقوام ضعفاء النية في الإسلام، فتستألف قلوبهم على الإسلام بإعطائهم من الزكاة، والمؤلفة: هم قوم يراد استمالتهم إلى الإسلام، أو تثبيتهم فيه، أو كف شرهم عن المسلمين، أو رجاء نفعهم في الدفاع عنهم، أو نصرهم على عدوٍّ لهم، فأقسامها كثيرة مذكورة في كتب الفروع.

تنبيهٌ: (٣) وإنما أضاف في الآية الصدقات إلى الأصناف الأربعة الأولى بلام الملك، وإلى الأربعة الأخيرة بفي الظرفية، للإشعار بإطلاق الملك في


(١) الخازن.
(٢) الخازن.
(٣) الفتوحات.