{وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} يقال: قلب لك الأمر، إذا اجتهد فيه، ودبر لك فيه بالمكر والحيل والمكايد، وتقليب الشيء: تصريفه في كل وجه من وجوهه، والنظر في كل ناحية من أنحائه، والمراد: أنهم دبروا الحيل والمكايد، ودوروا الأراء في كل وجه لإبطال دينك. {إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ} والحسنة: كل ما يسر بها صاحبها، النصر والغلبة على الأعداء {المصيبة} كل ما يصيبك من المكاره {الْحُسْنَيَيْنِ} تثنية الحسنى، مؤنث الأحسن {طَوْعًا أَوْ كَرْهًا} مصدران، بمعنى: المشتق
{فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ} والإعجاب: السرور بالشيء، مع نوع من الافتخار به، مع اعتقاد أنه ليس لغيره مثله اهـ "خازن"، وهذا المعنى، إنما يناسب في إعجاب الشخص بمال نفسه، يقال: أعجب بماله، أو ولده؛ أي: فرح به، وما هنا في إعجاب المرء بمال غيره، والمعنى عليه: لا تستحسن أموالهم وأولادهم، ولا تخبر برضاك بها.
وفي "المصباح": ويستعمل التعجب على وجهين:
أحدهما: ما يحمده الفاعل، ومعناه: الاستحسان والإخبار عن رضاه به.
والثاني: ما يكرهه، ومعناه: الإنكار والذم له، ففي الاستحسان، يقال: أعجبني - بالألف - وفي الذم والإنكار عجبت، وزان تعبت. اهـ {وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ} يقال: زهقت الروح، إذا خرجت من باب ذهب {وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ} في "المختار" فرق فرقًا - من باب تعب - إذا خاف، ويتعدى بالهمزة، فيقال: أفرقته اهـ. والفَرَق بالتحريك: الخوف الشديد الذي يفرق بين القلب وإدراكه {لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً} والملجأ المكان الذي يلجأ إليه الخائف ليعتصم به، كحصن أو قلعةٍ، أو جزيرة في بحرٍ، أو قنةٍ في جبل {أَوْ مَغَارَاتٍ} والمغارات، جمع مغارة: وهي الكهف في الجبل، يغور فيه الإنسان ويستتر {أَوْ مُدَّخَلًا} والمدخل، بالتشديد: السرب في الأرض، يدخله الإنسان بمشقة، وفي "السمين"{مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ} الملجأ: الحصن، وقيل: المهرب، وقيل الحرز، وهو مفعل، من لجأ إليه، يلجأ؛ أي: انحاز، يقال: ألجأته إلى كذا؛ أي: اضررته إليه فالتجأ،