والملجأ يصلح للمصدر والزمان والمكان، والظاهر منها هنا المكان، والمغارات جمع مغارة، وهي مفعلة من غار يغور، فهي كالغار في المعنى، وقيل: المغارة: السرب في الأرض كنفق اليربوع، والغار: الثقب في الجبل، وهذا من أبدع النظم، ذكر أولًا الأمر الأعم، وهو الملجأ من أي نوع كان، ثم ذكر الغيران التي يختفى فيها في أعلى الأماكن، وهي الجبال، ثم الأماكن التي يختفى فيها في الأماكن السافلة، وهي السروب، وهي التي عبر عنها بالمدخل. اهـ {وَهُمْ يَجْمَحُونَ}؛ أي: يسرعون، والجماح: السرعة التي تتعذر مقاومتها، وفي "المصباح": جمح الفرس براكبه، يجمح بفتحتين، من باب خضع جماحًا بالكسر، وجموحًا استعصى حتى غلبه، فهو جموح بالفتح، وجامح يستوى فيه المذكر والمؤنث اهـ.
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ} اللمز: العيب والطعن في الوجه، والهمز: الطعن في الغيبة، وفي "المصباح": لمزه لمزًا - من باب ضرب - إذا عابه. وبه قرأ السبعة: ومن باب قتل لغة، وأصله الإشارة بالعين ونحوها. اهـ فهو أخص من الغمز إذ هو الإشارة بالعين ونحوها، سواء كان على وجه الاستنقاص أو لا، وأما اللمز: فهو خاص بكونه على وجه العيب، وفي "السمين" قرأ العامة: يلمزك بكسر الميم، من لمزه يلمزه إذا عابه، وأصله الإشارة بالعين وغيرها، وقال الأزهري: أصله الدفع، يقال: لمزته؛ أي: دفعته. وقال الليث: هو الغمز في الوجه. ومنه {هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}؛ أي: كثير هذين الفعلين، وقرأ يعقوب وحماد بن سلمة وغيرهما: بضمها، وهي لغتنا في المضارع اهـ.
{إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ} يقال: رغبه ورغب فيه، إذا أحبه، ورغب عنه إذا كرهه، ورغب إليه إذا طلبه وتوجه إليه {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ} جمع صدقة: وهي الزكاة الواجبة على النقد والأنعام والزرع والتجارة، سميت صدقة لإشعارها بصدق باذلها في الإيمان. والفقير: من لا مال له يقع موقعًا من كفايته، فيحتاج للمسألة لقوته وكسوته. والمسكين: من له مال قليل يقع موقعًا من كفايته، ولا يكفيه تمامها، كما مر في بحث التفسير، وقيل بالعكس فيهما. والعامل عليها: هو الذي يولِّيه السلطان أو نائبه العمل على جمعها من الأغنياء {وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ}: