للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

بالهمزة، قاله الاستاذ أبو علي الشلوبين {آدَمَ} أصله: أأدم بهمزتين مفتوحة وساكنه، فأبدلت الثانية حرف مدّ للأولى. وفي «البحر» آدم: اسم أعجمي كآزر، وعابر، ممنوع الصرف للعلمية والعجمة، ومن زعم أنه أفعل مشتق من الأدمة وهي كالسمرة، أو من أديم الأرض وهو وجهها، فغير صواب؛ لأن الاشتقاق من خواص الألفاظ العربية، قد نص التصريفيّون على أنه لا يكون في الأسماء الأعجمية. وقيل: هو عربيّ من الإدام وهو التّراب، ومن زعم أنه فاعل من أديم الأرض، فخطؤه ظاهر؛ لعدم صرفه. وأبعد الطبري في زعمه أنه فعل رباعي سمّي به، ومن هذا الخطإ محاولتهم اشتقاق يعقوب من العقب، وإبليس من الإبلاس، وإذن: يحقّ لنا أن نتساءل: لم منعت هذه الأعلام من الصرف لولا العلمية والعجمة، فتنبّه لهذا الفصل.

{الْأَسْماءَ} وزنه أفعال، والهمزة فيه على الصحيح مبدلة من واو؛ لأنه من السمو، كما مرّ في مبحث البسملة؛ أي: علّمه الأسماء لفظا، ومعنى، وحقيقة مفردا، ومركبا، كأصول العلم، فإن الاسم باعتبار الاشتقاق علامة للشيء، ودليله الذي يرفعه إلى الذهن؛ أي: يوصله إلى الفطنة. والمراد بالاسم: ما يدلّ على معنى، ولو كان ذاتا وجرما فهو أعمّ من الاسم، والفعل، والحرف. اه. «كرخي».

{ثُمَّ عَرَضَهُمْ} العرض: إظهار الشيء حتى تعرف جهته {فَقالَ أَنْبِئُونِي} والإنباء: الإخبار، ويتعدى فعله لواحد بنفسه، ولثان بحرف جر، ويجوز حذف ذلك الحرف، ويضمّن بمعنى أعلم فيتعدى إلى ثلاثة.

{قالُوا سُبْحانَكَ} وسبحان: مصدر كغفران، ولا يكاد يستعمل إلا مضافا منصوبا بإضمار فعله، كمعاذ الله، ولا يجوز إظهاره {إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} وهما فعيل بمعنى فاعل، وفيهما من المبالغة ما ليس فيه، والحكمة لغة: الإتقان والمنع من الخروج عن الإرادة، ومنه حكمة الدابة. والحكيم: صفة ذات إن فسّر بذي الحكمة، وصفة فعل إن فسّر بأنه المحكم لصنعته {أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ} أصله: أقول، فدخل على الفعل المضارع الجازم وهو لم، فسكن حرفه الأخير لمّا جزم، فصار اللفظ أقول، فالتقى ساكنان الواو ولام الفعل، فحذفت الواو فقيل: أقل على وزن أفل، وهكذا كلّ ما كان من هذا القبيل {ما تُبْدُونَ} أصله: تبديون