بوزن تفعلون، استثقلت الضمة على الياء فحذفت فسكنت، فالتقى ساكنان فحذفت الياء، ثم ضمت الدال لمناسبة الواو {وَما كُنْتُمْ} أصله: كون بوزن فعل أجوف واويّ مفتوحها، أبدلت الواو ألفا؛ لتحركها بعد فتح، ولمّا أسند الفعل إلى ضمير الرفع المتحرك، سكّن آخره فالتقى ساكنان الألف وآخر الفعل النون، فصار اللفظ كانت، فحذفت الألف؛ لالتقاء الساكنين، فصار اللفظ كنت بوزن فلت، ولحذف عينه احتيج إلى معرفة العين المحذوفة، هل هي واو، أو ياء؟ فحذفت حركة فاء الفعل، وعوّض عنها حركة مجانسة للعين المحذوفة؛ لتدل عليها وهي هنا الضمة؛ لأنها هي التي تجانس الواو، فقيل: كنتم بوزن فلتم، وهكذا كلّ فعل أجوف واوي العين أسند إلى ضمير الرفع المتحرك {إِلَّا إِبْلِيسَ} في «المصباح» وأبلس إبلاسا، إذا سكت غمّا وأبلس أيس، وفي «التنزيل» فإذا هم مبلسون وإبليس أعجمي، ولهذا لا ينصرف للعلمية والعجمة. وقيل: هو عربي مشتق من الإبلاس وهو اليأس. ورد بأنه لو كان عربيا لانصرف كما تنصرف نظائره. اه. من «السمين».
{أَبى}؛ أي: امتنع وأنف من السجود لآدم، وأصله: أبي بوزن فعل، تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا {وَاسْتَكْبَرَ}؛ أي: تكبّر وتعاظم في نفسه، والسين للمبالغة لا للطلب، وإنما قدم الإباء على الاستكبار، وإن كان متأخرا عنه في الترتيب؛ لأنه من الأفعال الظاهرة بخلاف الاستكبار، فإنه من أفعال القلوب.
واقتصر في (سورة ص) على ذكر الاستكبار؛ اكتفاء به، وفي (سورة الحجر) على ذكر الإباء حيث قال: {أَبى أَنْ يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ}{وَكُلا} أمر من أكل، وقياس الثلاثي إذا بني منه الأمر، أن يؤتى قبله بهمزة وصل؛ توصلا للنطق بالساكن، كما في اضرب، واصبر، لكن فاء الفعل الساكنة، حذفت من هذا الأمر شذوذا في القياس غالبا، كما حذفت من الأمر من أخذ وأمر، ومعنى قولي شذوذا في القياس: أنّ استعمالها فاش {رَغَدًا} الرّغد: الهنيء الذي لا عناء فيه، أو الواسع. يقال: رغد عيش القوم، إذا كانوا في رزق واسع كثير، وأرغد القوم: أخصبوا وصاروا في رغد من العيش {حَيْثُ شِئْتُما} أصله شيء بوزن فعل بكسر العين، تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا، فصار شاء، ثمّ أسند الفعل إلى ضمير الرفع المتحرك، فسكن آخره، فالتقى ساكنان الألف والهمزة آخر الفعل،