أمثالهم، معطوفة على جملة {رَضُوا}؛ أي: سبب الاستئذان مع الغنى، أمران: أحدهما: الرضا بالصفقة الخاسرة، وهي أن يكونوا مع الخوالف، والثاني: الطبع من الله على قلوبهم {فَهُمْ} بسبب هذا الطبع {لَا يَعْلَمُونَ} ما فيه الربح لهم حتى يختاروه على ما فيه الخسران؛ أي: لا يعلمون ما في الجهاد من الخير في الدنيا والآخرة، أما في الدنيا .. فالفوز بالغنيمة والظفر بالعدو، وأما في الآخرة .. فالثواب والنعيم الدائم، الذي لا ينقطع فهم لا يعلمون حقيقة أمرهم، ولا سوء عاقبتهم، وما هو سبب ذلك من أعمالهم، فهم قد رضوا بالمهانة في الدنيا، بانتظامهم في سلك النساء والأطفال، إلا أنَّ تخلف الأفراد عن القتال الذي تسعى إليه الشعوب والأمم يعد من مظاهر الخزي والعار، وقد جعله الدين من أقوى آيات الكفر والنفاق، وأما سوء عاقبتهم، فيكفي فيه فضيحتهم في هذه السورة، كفاء إحجامهم عن الجهاد في سبيله، وما أعده لهم من العذاب العظيم، والخزي والنكال في نار الجحيم، وتقدم نظير هذه الجملة آنفًا، وذكره ثانيًا: للتأكيد، وعبر هنا بالعلم، وهناك بالفقه إشارة إلى أن معناهما واحد، إذ الفقه هو العلم، والعلم هو الفقه. ذكره الصاوي.
{وَلَا}{الواو} استئنافية {لا} ناهية جازمة {تُصَلِّ} فعل مضارع مجزوم بـ {لا} الناهية، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة على {عَلَى أَحَدٍ} متعلق به {مِنْهُمْ}: جار ومجرور صفة أولى لـ {أَحَدٍ}{مَات}: فعل ماض، وفاعله ضمير يعود على {أَحَدٍ}، والجملة في محل الجر صفة ثانية لـ {أَحَدٍ}{أَبَدًا} ظرف متعلق بـ {لا تصل} وجملة قوله: {وَلَا تَقُمْ}: معطوفة على جملة {وَلَا تُصَلِّ}{عَلَى قَبْرِهِ} متعلق به {إنَّهُمْ} ناصب واسمه {كَفَرُوا} فعل وفاعل {بِاللَّهِ} متعلق به {وَرَسُولِهِ} معطوف على الجلالة، وجملة {كَفَرُوا} في محل الرفع خبر {إن} وجملة {إن} مستأنفة مسوقة، لتعليل ما قبلها {وَمَاتُوا}: فعل