للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

{من} ومعلوم أن قراءته الصلة، فليتنبه القارئ إذا قرأ بزيادة منْ لصلة الميم في المواضع الثلاثة، وهي اتبعوهم وعنهم وأعدّ لهم، لئلا يقع في التلفيق اهـ شيخنا ذكره "الجمل".

{الْأَنْهَار} الأربعة حالة كونهم {خَالِدِينَ فِيهَا}؛ أي: ماكثين في تلك الجنات {أَبَدًا}؛ أي: زمنًا لا نهاية له ولا انقضاء {ذَلِكَ} المذكور من الرضوان، والجنات؛ أي: نيل ذلك هو، {الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} والظفر الجسيم، الذي لا فوز وراءه.

وعن عمران بن حصين رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم". قال عمران: فلا أدري، أذَكر بعد قرنه قرنين، أو ثلاثة. متفق عليه.

وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدًا - وفي رواية: أحدكم - أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه". متفق عليه.

والمعنى (١): لو أن أحدًا، عمل مهما قدر عليه من أعمال البر والإنفاق في سبيل الله .. ما بلغ هذا القدر اليسير التافه، من أعمال الصحابة، وإنفاقهم؛ لأنهم أنفقوا وبذلوا المجهود في وقت الحاجة.

قال أبو حيان (٢): ولما بين الله سبحانه وتعالى، فضائل الأعراب المؤمنين المتصدقين، وما أعدّ لهم من النعيم .. بين حال هؤلاء السابقين، وما أعد لهم - وشتان ما بين الإعدادَين والثناءين - هناك قال: أَلا إنها قربة لهم، وهنا رضي الله عنهم، وهناك: سيدخلهم الله في رحمته، وهنا: وأعدَّ لهم جنات تجري، وهناك ختم: {إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وهنا: {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} اهـ.

وقرأ (٣) عمر بن الخطاب والحسن وقتادة وعيسى الكوفي وسلام وسعيد بن


(١) الخازن.
(٢) البحر المحيط.
(٣) البحر المحيط.