عليهم، إثارة الغم والحزن في قلوبهم، لتصح توبتهم. وحكمة إبهامه على الرسول والمؤمنين تركهم مكالمتهم ومخاطبتهم تربيةً للفريقين على ما يجب أن يعامل به أمثالهم ممن يؤثرون الراحة ونعمة العيش على طاعة الله ورسوله والجهاد؛ لإعلاء كلمة الحق، ودفع عدوان أهل الباطل عن المؤمنين.
وهذه الجملة، في محل نصب على الحال من الضمير المستكن في {مرجون}، والتقدير، وآخرون مرجون هم إلى أمر الله حالة كونهم إما معذبين، وإما متوبًا عليهم، ما سيأتي في بحث الإعراب.
{وَاللَّهُ} سبحانه وتعالى {عَلِيمٌ} بما يصلح حالَ عباده، ويربيهم ويزكيهم، أفرادًا وجماعات {حَكِيمٌ} فيما يشرعه لهم من الأحكام المفيدة لهذا الصلاح، إذا عملوا بها.
ومن هذه الحكمة إرجاء النص على توبتهم في كتابه، كما أن تكرار تلاوتها في مختلف الأوقات، مما يوقع في قلوب المؤمنين الرهبة والخوف، ويفيدهم عظة وتهذيبًا.
{يَعْتَذِرُونَ}: فعل وفاعل {إِلَيْكُمْ}: متعلق به، والجملة مستأنفة. {إذَا} ظرف لما يستقبل من الزمان، مجرد عن معنى الشرط، متعلق بـ {يَعْتَذِرُونَ}، أو الجواب محذوف دل عليه ما قبلها. {رَجَعْتُمْ}: فعل وفاعل. {إِلَيْهِمْ}: متعلق به، والجملة في محل الجر مضاف إليه لـ {إِذَا}. {قُلْ}: فعل أمر، وفاعله ضمير يعود على محمَّد، والجملة مستأنفة. {لَا تَعْتَذِرُوا} إلى آخر الآية، مقول محكي، وإن شئت قلت:{لَا تَعْتَذِرُوا}: فعل وفاعل، مجزوم بـ {لَا} الناهية، والجملة في محل النصب مقول لـ {قُلْ}. {لَنْ نُؤْمِنَ}: ناصب وفعل. {لَكُمْ}: متعلق به، وفاعله ضمير يعود على المتكلمين، أعني: المؤمنين، والجملة في محل