الأزهري فقال: سواء كان من العرب، أو من مواليهم قال: فمن نزل البادية وجاور البادين، وظعن بظعنهم .. فهم أعراب، ومن نزل بلاد الريف واستوطن المدن والقرى العربية وغيرها ممن ينتمي إلى العرب .. فهم عرب وإن لم يكونوا فصحاء. قال النيسابوري: قيل إنما سمي العرب عربًا؛ لأن أولاد إسماعيل عليه السلام نشؤوا بالعرب، وهي من تهامة، فنسبوا إلى بلدهم وكل من يسكن جزيرة العرب، وينطق بلسانهم فهو منهم، وقيل: لأن ألسنتهم معربة عما في ضمائرهم، ولما في لسانهم من الفصاحة والبلاغة انتهى.
{وَأَجْدَرُ}؛ أي: أحق وأولى وأحرى يقال، هو جدير وأجدر، وحقيق وأحق، وقمن وخليق، وأولى بكذا كله بمعنى واحد. قال الليث: جدر يجدر جدارة، فهو جدير وأجدر به، يؤنث ويثنى ويجمع. قال الشاعر:
وقد نبه الراغب على أصل اشتقاق هذه المادة، وأنها من الجدار؛ أي: الحائط، فقال: والجدير المنتهي لانتهاء الأمر إليه، انتهاء الشيء إلى الجدار، والذي يظهر، أن اشتقاقه من الجدر، وهو أصل الشجرة، فكأنه ثابت كثبوت الجدر في قولك: جدير بكذا، اهـ "سمين". {مَغْرَمًا} والمغرم: الغرامة والخسران، من الغرام بمعنى: الهلاك؛ لأنه سببه، ومنه {إن عذابها كان غرامًا} وقيل: أصله الملازمة، ومنه الغريم، للزومه من يطالبه وإلحاحه عليه. {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ}: والتربص: الانتظار، والدوائر، هي: المصائب التي لا مخلص منها، تحيط به كما تحيط الدائرة. وقيل: تربص الدوائر هنا: موت الرسول، - صلى الله عليه وسلم -، وظهور الشرك. قال الشاعر:
والدوائر: جمع دائرة، وهي: ما يحيط بالإنسان من مصيبة ونكبة، أخذًا من الدائرة المحيطة بالشيء، وأصلها داورة؛ لأنها من دار يدور؛ أي: أحاط، فقلبت الواو همزة ومعنى تربص الدوائر: انتظار المصائب؛ أي: انتظار انقلاب الدوائر. ففي الكلام حذف مضاف، وفي الدائرة مذهبان أظهرهما، أنها صفة