على فاعلة كقائمة، وقال الفارسي: يجوز أن تكون مصدرًا كالعاقبة، اهـ "سمين". ودوائر الزمان، حوادثه. والمراد بها ما لا محيص منه، من تصاريف الأيام ونوائبها التي تحيط شرورها بالناس، والدائرة أيضًا، النائبة والمصيبة، والسوء اسم لما يسوء ويضر. وقال الفراء:{عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ}: العذاب والبلاء. قال: والسوء بالفتح مصدرر سؤته سوءًا ومساءة وسوائية ومسائية، وبالضم اسم لا مصدر. وقال أبو البقاء: السوء بالضم الضرر، وهو مصدر في الحقيقة، قلت: يعني، أنه في الأصل كالمفتوح في أنه مصدر، ثم أطلق على كل ضرر وشر. وقال مكي: من فتح السين، فمعناه الفساد والرداءة، ومن ضمها، فمعناه البلاء والضرر، وظاهر هذا، أنهما اسمان لما ذكر، ويحتمل أن يكونا في الأصل مصدرين، ثم أطلقا على ما ذكر. وقال غيره: المضموم العذاب والضرر، والمفتوح الذم، اهـ "سمين".
{قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ}؛ والـ {قُرُبَاتٍ}: جمع قربة، وهي ما يتقرب به إلى الله سبحانه وتعالى، تقول منه: قربت لله قربانًا، وهي في المنزلة والمكانة، كالقرب في المكان والقرابة في الرحم. {وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ}: والـ {صلوات}: واحدها صلاة، ويراد بها الدعاء، والمعنى: أنه يتخذ ما ينفق سببًا لحصول القربات عند الله تعالى، وسببًا لحصول دعوات الرسول.
{مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ}: وأصل مرد وتمرد: اللين والملاسة والتجرد فكأنهم تجردوا للنفاق، ومنه غصن أمرد لا ورق عليه، وفرس أمرد لا شعر فيه، وغلام أمرد لا شعر بوجهه، وأرض مرداء لا نبات فيها، وصرح ممرد؛ أي: مجرد فالمعنى: أنهم أقاموا على النفاق، وثبتوا عليه ولم ينثنوا عنه.
{اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ}: الاعتراف: الإقرار بالشيء، ومجرد الإقرار لا يكون توبة إلا إذا اقترن به الندم على الماضي، والعزم على تركه في الحال والاستقبال. {خَلَطُوا}: ومعنى الخلط، أنهم خلطوا كل واحد منهما بالآخر، كقولك خلطت الماء باللبن، واللبن بالماء، ويجوز أن تكون الواو في قوله:{وَءَاخَرَ}: بمعنى الباء، كقولك بعت الشاة شاة ودرهمًا؛ أي: بدرهم. {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً}: