والصدقة: مأخوذة من الصدق إذ هي دليل على صدق مخرجها في إيمانه. والصدقة ما ينفقه المؤمن قربة لله. {تزكيهم}: والتزكية من قولهم رجل زكى؛ أي: زائد الخير والفضل، قاله: في "الأساس". {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ}: والصلاة الدعاء. {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ}: والسكن: كل ما تسكن وتطمئن إليه النفس، وترتاح عنده من أهل ومال ومتاع ودعاء وثناء، فهو فعل بمعنى، مفعول كالقبض بمعنى، المقبوض والقنص بمعنى، المقنوص. والمعنى، يسكنون إليها. مرجون ومرجؤون وبهما قرئ؛ أي: مؤخرون يقال؛ أرجأت الأمر وأرجيته؛ أي: أخرته.
البلاغة
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعًا، وضروبًا من البلاغة والفصاحة والبيان والبديع:
فمنها: الطباق بين كلمتي {الْغَيْبِ}{وَالشَّهَادَةِ}.
ومنها: التشبيه البليغ في قوله: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ}.
ومنها: التكرار في: {يَحْلِفُونَ} وفي لفظ {الْأَعْرَابُ}، وفي قوله:{وسيرى الله عملكم ورسوله}.
ومنها: الإظهار في مقام الإضمار في قوله: {فَإِنَّ اللَّهَ لَا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ} ونكتة العدول لهذا الظاهر التسجيل عليهم، حيث وصفهم بالخروج عن الطاعة المستوجب لما حل بهم من السخط وللإيذان بشمول الحكم لمن شاركهم في ذلك، اهـ "أبو السعود".
ومنها: الاستعارة التصريحية الأصلية في قوله: {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِر}؛ لأن الدوائر حقيقة في الدائرة المحيطة بالشيء، كدائرة القمر ودائرة الخط، فاستعملها في المصائب والنكبات النازلة بالإنسان، بجامع الاشتمال والإحاطة في كل.