للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من قوة وسلاح، فإني ذاهب إلى قيصر، ملك الروم، فآتي بجند، فأخرِجَ محمدًا وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم، أتوا النبي، - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا له: لقد فرغنا من بناء مسجدنا، فنحب أن تصلي فيه، فأنزل الله {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}.

وأخرج الواحدي، عن سعد بن أبي وقاص قال: إن المنافقين عرضوا بمسجد، يبنونه يضاهون به مسجد قباء، لأبي عامر الراهب إذا قدم ليكون إمامهم فيه، فلما فرغوا من بنائه، أتوا رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: إنا بنينا مسجدًا، فصل فيه فنزلت: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا}.

وأخرج الترمذي، عن أبي هريرة قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَةَرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِرِينَ} قال: كانوا يستنجون بالماء، فنزلت فيهم.

قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه ابن جرير، عن محمَّد بن كعب القرظي، قال: قال عبد الله بن رواحة، لرسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، اشْتَرِطْ لربك ولنفسك ما شئتَ، قال: "أشترط لربي أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأشترط لنفسي أن تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم"، قالوا: فإذا فعلنا ذلك فما لنا، قال: "الجنة"، قالوا: ربح البيع لا نقيل ولا نستقيل، فنزلت: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ}.

قوله تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ ...} الآية، سبب نزولها: ما أخرجه البخاري (ج٣ ص ٤٦٥) عن سعيد بن المسيب، عن أبيه، أنه أخبره أنه لما حضرت أبا طالب الوفاة، جاءه رسول الله، - صلى الله عليه وسلم -، فوجد عنده أبا جهل بن هشام، وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة، فقال رسول الله: - صلى الله عليه وسلم -، لأبي طالب: "يا عم، قل: لا إله إلا الله كلمةً أشهد لك بها عند الله"، فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب، أترغب عن ملة عبد المطلب؟ فلم يزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة حتى قال أبو طالب، آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب، وأبى أن يقول: لا إله إلا الله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما والله لأستغفرن لك ما لم أنه عنك"، فأنزل الله تعالى فيه